الردى , فهابه المشركون , ويجول جولة من لا يحذر الموت , فحذره فرسان قريش , وجعلوا يتنحون عنه كلما واجههم ..
لكن رجلا واحدا منهم جعل يبرز لأبى عبيدة فى كل اتجاه , فكان أبو عبيدة يتحرف عن طريقه ويتحاشى لقاءه.
ولج الرجل فى الهجوم وأكثر أبو عبيدة فى التنحى , وسد الرجل على أبى عبيدة المسالك ووقف حائلا بينه وبين قتال أعداء الله , فلما ضاق به ذرعا ضرب رأسه بالسيف ضربة فلقت هامته فلقتين , فخر الرجل صريعا بين يديه.
لا تحاول - أيها القارىء الكريم - أن تخمن من يكون الرجل الصريع .. أما قلت لك: إن عنف التجربة فاق حسبان الحاسبين وجاوز خيال المتخيلين؟ .. ولقد يتصدع رأسك إذا عرفت أن الرجل الصريع هو عبد الله بن الجراح والد أبى عبيدة.
لم يقتل أبو عبيدة أباه , وإنما قتل الشرك فى شخص أبيه.
فأنزل الله - سبحانه - فى شأن أبى عبيدة وشأن أبيه قرآنا , فقال - علت كلمته: