للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

متعددة متنوعة، جعلها الله كذلك لتنوع الاستعدادات واختلافها رحمة منه وفضلا فهو صحيح لا ينافى ما ذكرناه من وحدة الطريق. وكشف ذلك وايضاحه أن الطريق وهى واحدة جامعة لكل ما يرضى الله. وما يرضيه متعدد متنوع، فجميع ما يرضيه طريق واحد ومراضيه متعددة متنوعة بحسب الازمان والأماكن والاشخاص والاحوال وكلها طرق مرضاته. فهذه التي جعلها الله - سبحانه- لرحمته وحكمته كثيرة متنوعة جدا لاختلاف استعدادات العباد وقوابلهم، ولو جعلها نوعا واحدا مع اختلاف الاذهان والعقول وقوة الاستعدادات وضعفها لم يسلكها الا واحد بعد واحد، ولكن لما اختلفت الاستعدادات تنوعت الطرق ليسلك كل امرئ إلى ربه طريقا يقتضيها استعداده وقوته وقبوله.

ومن هنا يعلم تنوع الشرائع واختلافها مع رجوعها كلها إلى دين واحد، بل تنوع الشريعة الواحدة مع وحدة المعبود ودينه ومنه الحديث المشهور " الأنبياء أولاد علات دينهم واحد " (متفق عليه: البخارى: ٣٤٤٢ , ومسلم: ٢٣٦٥) فأولاد العلات أن يكون الاب واحدا والامهات متعددة، فشبه دين الأنبياء بالأب الواحد، وشرائعهم بالامهات المتعددة، فانها وان تعددت فمرجعها كلها إلى أب واحد.

١ - وإذا علم هذا فمن الناس من يكون سيد عمله وطريقه الذي يعد سلوكه إلى الله طريق العلم والتعليم قد وفر عليه زمانه مبتغيا به وجه الله فلا يزال كذلك عاكفا على طريق العلم والتعليم حتى يصل من تلك

<<  <   >  >>