للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأنت أيها المريض المبتلى هل شكرت النعم التي أنت غارق فيها؟! هل نظرت إلى من هم أشد منك بلاء؟! .. وان كنت أنت أشد المرضى ألما فهل شكرت الله على ان ابتلاك في جسدك وحفظ لك قلبك فملأه بالايمان؟! هل شكرت هذه النعمة: نعمة الايمان والتوحيد التي هى أعظم النعم.

عن مجاهد في قوله - سبحانه وتعالى - " وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة " (لقمان: ٢٠) قال: لااله الا الله.

وعن سفيان بن عيينة قال: ما أنعم الله عز وجل على العباد نعمة أفضل من أن عرفهم: أن لا اله الا الله. قال: وان " لا اله الا الله " لهم في الاخرة كالماء في الدنيا.

لقد كان من هدى رسول الله صلى الله عليه وسلم تذكر فاقد النعمة ليعظم عنده شكرها , فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا أوى إلى فراشه يقول: " الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا وكم ممن لا كافى له ولا مأوى " [مسلم] فداك أبى وأمى ونفسى يا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قال سلام بن أبى مطيع: دخلت على مريض أعوده , فإذا هو يئن فقلت له: اذكر المطروحين في الطريق , اذكر الذين لا مأوى لهم , ولا لهم من يخدمهم. قال: ثم دخلت عليه بعد ذلك فلم أسمعه يئن. قال: وجعل يقول: اذكر المطروحين في الطريق , اذكر من لا مأوى له ولا له من يخدمه.

<<  <   >  >>