بعد أن بلغ الرسالة وأدى الأمانة، وترك أمته على مثل المحجة البيضاء. فهذا هو الأصل في مصطلح "السيرة النبوية" لكنه قد استعمل أيضاً مضافاً إليه حديث المغازي والحروب التي خاضها الرسول صلى الله عليه وسلم، لإعلاء كلمة الله في الأرض، فصار هذان المصطلحان يتعاقبان على موضوع واحد.
فكتاب ابن إسحاق يقال له: السيرة، ويقال له: المغازي، وقد جمع بعض المؤلفين المصطلحين في العنوان الذي اختاره لكتابه، كما ترى في كتب ابن عبد البر، وابن الجوزي، وابن سيد الناس.
على أن هناك بعض الكتب التي تنصرف خالصة إلى السيرة النبوية بمعناها الأصلي الذي ذكرته، وذلك ما عرف بكتب دلائل النبوة، والشمائل، والخصائص.
وينبغي أن يكون واضحاً أن الحديث عن السيرة النبوية والمغازي قد جاء بإفاضة أيضاً في بعض كتب الطبقات، وكتب التاريخ المرتبة على السنين، كالذي تراه في تاريخ خليفة بن خياط، والطبقات الكبير، لابن سعد كاتب الواقدي، وتاريخ ابن جرير الطبري، المعروف بتاريخ الرسل والملوك، وتاريخ عز الدين بن الأثير، المسمى: الكامل، وتاريخ الحافظ عماد الدين بن كثير، الموسوم بالبداية والنهاية.
وهذا بيان أشهر كتب السيرة النبوية والمغازي، واكتفيت فيه بالقدر الذي يطيقه الطالب المبتدئ، ويجد فيه من سار في العلم خطوات تذكرة وبلاغاً إن شاء الله:
١- سيرة ابن هشام. وهو أبو محمد عبد الملك بن هشام بن أيوب الحميري المصري (٢١٨هـ) .