للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عرفنا أنكم تعرفون كيفيتها وآدابها وإنما نمنع منها العامة الذين يشركون العبودية بالألوهية ويطلبون من الأموات أن تقضي لهم أغراضهم التي لا تقضيها إلا الربوبية وإنما سبيل الزيارة الاعتبار بحال الأموات وتذكر مصير الزائر إلى ما صار إليه المزور ثم يدعو له بالمغفرة ويستشفع به إلى الله تعالى (١) ويسأل الله تعالى المتفرد بالإعطاء والمنع هذا قول إمامنا أحمد ابن حنبل رضى الله عنه ولما كان العوام في غاية البعد عن إدراك هذا المعنى منعناهم سداً للذريعة فأين مخالفة السنة في هذا القدر. ثم قال صاحب الجيش: هذا ما حدث به أولئك المذكورون سمعنا ذلك من بعضهم جماعة ثم سألنا الباقي أفراداً فاتفق خبرهم على ذلك (٢) .

ثم قال المؤلف: وأقول بأن السلطان المولى سليمان رحمه الله كان يرى شيئاً من ذلك ولأجله كتب رسالته المشهورة التي تكلم فيها على حال متفقرة الوقت وحذر فيها رضي الله عنه من الخروج عن السنة وتغالي العوام في ذلك وأغلظ فيها مبالغة في النصح للمسلمين جزاه الله خيراً (٣)

وقد نشأ عن اهتمام ملوك المغرب بالاتجاه السليم في العقيدة لأنهم يبحثون عن الحكمة التي ضالة المؤمن أنى وجدها أخذها أن رأينا منهم اهتماماً كبيراً بتنقية العقيدة:

١- فهذا السلطان سيدي محمد بن عبد الله العلوي وصفه المؤرخ


(١) - ابن سعود لا يقول هذا , ولكن آفة الأخبار رواتها لأنه منفي فالاستشفاع بالميت إلى الله تعالى غير جائز سواء كان بطلب الدعاء منه أو غير ذلك لأن عمله انقطع إلا من ثلاث علم ينتفع به أو ولد صالح يدعوا له أو صدقة جارية كما صح الحديث يرجع إلى التحقيق والإيضاح لسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز في آداب الزيارة.
(٢) - الاستقصاء ج ٨ ص ١٢١ - ١٢٢.
(٣) - نفس المصدر ص ١٢٣.

<<  <   >  >>