حنبل , وشيخ الإسلام ابن تيمية في الشام والعز بن عبد السلام في مصر وغيرهم ... كلهم وغيرهم من أئمة الإصلاح والتجديد يخالفون ملل الخوارج وما يدعون إليه من معتقدات واعتزال وبدع تخالف ما درج عليه أهل السنة والجماعة وهذا مرصود في كتب: الملل والأهواء والنحل.
فحصل بحمد الله الاقتناع خاصة بعد أن تردد اسم الوهابية في مصادرهم التاريخية والعقدية مراراً مع إيضاح نماذج مما يدعون إليه.. لكنني أحببت ترسيخ هذا المفهوم عندهم بما لا يدع مجالاً للشك ولكي يستفيد منه من يطلع عند تدوينه وفقاً لكلام البلاغيين: زيادة المبنى , زيادة في تمكين المعنى.
فقلت: ما رأيكم إذا اتسعنا مع المصادر وبرز أمامنا من الحقائق التاريخية زيادة عما ذكر ما يدل على أن علماءبلادكم وحكامها قد اهتموا بدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب عندما حرص آل سعود على نشرها وتبلغها لحكام المسلمين بالمكاتبات وبعث المندوبين اقتداء بأسلافنا في أداء الأمانة وتبليغ ما قاموا من أجله أخذاً من قول الله سبحانه: {وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسئلون}(سورة الزخرف آية ٤٤) حيث قام حكام المغرب الأقصى وعلماؤه بالتقصي والمحاورة ثم اقتنعوا بسلامة هذه الدعوة.
ثم قلت: لعلكم تعلمون أن الإمام سعود بن عبد العزيز - وهو الإمام الثالث من الدولة السعودية الأولى - قد بعث بعد ما دخل مكة في عام ١٢١٩ هـ رسائل شمال أفريقيا: تونس والمغرب الأقصى وغيرهم