وتنمي البدع في المجتمع الإسلامي مما يستفيد منه المستعمر بتغذية الطائفية وتذكية الفتن على مبدأ الاستعمار: فرق تسد.
ولقد بدأ هذا التأثر من عام ١٨٠٣ م الموافق لعام ١٢١٨ هـ عندما قامت حركة ضد الهولنديين استمرت ١٦ عاماً تغلبت فيها قوى الاستعمار على السلفيين الموحدين المتأثرين بدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب (١) .
هذا إلى جانب دول إسلامية عديدة انتقلت إليهم آثار الدعوة مع الحجاج الذين أعجبوا بها لما فيها من تخليص الإسلام من الشوائب التي أدخلت عليه وتخليص البلاد من المستعمر الجاثم عليها والحريص على إفساد عقيدة أهلها بما يشيعه من أعمال وما يتيحه من فرص للفساد والإفساد ولما يدعوا إليه المبشرون من رغبة في تحويل المسلمين إلى النصرانية وما يبثه الملحدون وأصحاب النزعات الأخرى من دعوة لترد المسلمين عن دينهم ومحاولة لإبعادهم عن صفائه ونقاوته التي تخاطب العقول المستنيرة.
لذا كثرت الأصوات المستجيبة في كل مكان كالسودان ومصر والشام واليمن وأفغانستان وجزر الهند الشرقية ونيجيريا وبلاد الهوسا وبرنو وبلاد التكرور وغيرها مما ذكره كل من درس حياة الشيخ وأثرها في بلاد الشام لأنها أيقظت الهمم وحركت الناس من سباتهم وأوجدت يقظة فكرية ورغبة واسعة في إصلاح المجتمع الإسلامي بالدين السليم كما قال بذلك الإمام مالك رحمه الله مما زلزل أقدام المستعمرين وحرك مشاعرهم ضد هذه الدعوة والمعتنقين لمبادئها.
(١) - انظر كتاب الشيخ محمد بن عبد الوهاب لأحمد بن حجر ص ١٠٦.