رابعاً: الإيطاليون: أقلقهم ما قام به محمد بن علي السنوسي المولود في الجزائر عام ١٢٠٢ هـ من دعوة إصلاحية في ليبيا لإعادة الإسلام إلى صفائه ووضعه الصحيح في النفوس تطبيقاً وعملاً والوقوف ضد الإيطاليين الوافدين الذين لا يهمهم إلا استغلال خيرات البلاد والتفريق بين المسلمين (١) .
كما أقلقهم تأثر الحجاج الصوماليون بها وامتدادها إلى القرن الإفريقي لقربهم من الجزيرة العربية وتأثر الحجاج المغاربة بها حيث نقلوا آثارها لبلادهم فقام فيهم مصلحون مجددون.
خامساً: والهولنديون حركهم ما لمسوه من اهتمام جديد من المسلمين الذين استولوا على ديارهم ويظهر ذلك واضحاً بالحرص على الولاء لعقيدة الإسلام في جزيرة سومطرة وجاوة وسولو بإندونيسيا مما وفد لتلك الديار مع الحجاج المتأثرين بما يجب أن ينقى به المجتمع الإسلامي وتصفى من شوائبه شعائر الإسلام بعد أن درس هؤلاء الحجاج دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب الإصلاحية التجديدية واهتموا بها بعد أن اطمأنوا على سلامة منهجها في إصلاح العقيدة المستمد من كتاب الله عز وجل وسنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، ولما فيها من صفاء الدعوة وسلامة الاتجاه والبعد عن الهوى وأنها لم تأت لمآرب ذاتية.
فلذا نقلوا بقناعة لبلادهم حيث قامت دعوات متعددة مثل:
الجمعية المحمدية في جاكرتا التي بدأت الدعوة بنبذ الشوائب والخرافات التي أدخلت على تعاليم الإسلام مما وقف حائلاً دون اتساع دعوة المستعمرين في تبني فئات إسلامية أو محسوبة على الإسلام تشجع الخرافة