للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أيضا لم يخرج له شيئا في الأصول البتة، وإنما ذكره في الاستشهاد،

جريا على عادتهما فيمن لا يحتجان بحديثه، كما فعله البخاري في أبي

الزبير المكي، وسهيل بن أبي صالح، ونظرائهما، وكما فعله مسلم في

عكرمة مولى عبد الله بن عباس، وشريك بن عبد اللة القاضي، ونظرائهما.

وقد قال أبوبكر أحمد بن علي الخطيب (ا) : وقد أمسك عن

الاحتجاج بروايات ابن إسحاق غير واحد من العلماء، لأسباب: منها:

أنه كان يتشيع، وينسب إلى القدر، ويدلس في حديثه. وأما الصدق

فليس بمدفوعء عنه.

وقال سليمان بن داود (٢) : قال لي يحى بن سعيد القطان: أشهد

أن محمد بن إسحاق كذاب.


(١) في ترجمة (محمد بن إسحاق) في "تاريخ بغداد" ا: ٢٢٤، إلى قوله:
(فليس بمدفوع عنه) ووقعت في طبعة (ف) ص ٤٢ الإحالة إلى "تاريخ بغداد"
هكذا: ا: ٢١٤، وهي خطأ.
(٢) هو-كما سياتي عن ابن القيم - أبو أيوب سليمان بن داود الشاذكوني
المنقري البصري، الحافظ الشهير، المتوفى سنة ٢٣٤، مترجم له بإسهاب في
"تاريخ بغداد" ٩: ٠ ٤، و "تذكرة الحفاظ " ٢: ٤٨٨، و "ميزان الاعتدال " ٢: ٥ ٠ ٢،
وغيرها.
ذكر الحافظ ابن القيم في كتابه "تهذيب سنن أبي داود" ٧: ٩٥ - ٩٧
(محمد بن إسحاق) ، ونقل توثيق الحفاظ الأئمة له، واعتمده، وذكر هذه الحكاية ثم
عقب عليها بقوله رحمه الله تعالى:
"قيل: هذه الحكاية وأمثالها هي التي غرت من اتهمه بالكذب. وجوابها من
وجوه:
أحدها: أن سليمان بن داود راويها عن يحيى: هو الشاذكوبي، وقد اتهم =

<<  <   >  >>