للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومذاهب النقاد للرجال (ا) : مذاهب غامضة دقيقة:

فإذا سمع أحدهم في بعضهم أدنى مغمز-وإن لم يكن ذلك

موجبا رد خبر ولا إسقاط عدالة - رأى أن ذلك مما لا يسع إخفاؤه عن

أهله، رجاء إن كان صاحبه حيا أن يحمله ذلك على الارعواء وضبط

نفسه عن الغميزة، وإن كان ميتا أنزله من سمع ذلك منه منزلته،

فلم يلحقه ملحق من سلم من تلك الغميزة، وقصربه على درجة مثله.

ومنهم من رأى أن ذكره ذلك، لينظر: هل له من أخوات؟ فإن

أحوال الناس وطبائعهم جارية على إظهار الجميل وإخفاء ما خالفه، فإذا

ظهر مما خالفه شيء، لم يؤمن أن يكون وراءه له مشبه (٢) .

وأما شرط "الصحيحين " فقد ذكر الأئمة أن البخارى ومسلما

لم ينقل عن واحد منهما أنه قال: شرطت أن أخرج في كتابي ما يكون

على الشرط الفلاني، وإنما عرف ذلك من سبر "كتابيهما"، واعتبر

مما خرجاه (٣) ، وللأئمة في ذلك أجوبة.


(ا) وقع في الأصل: (ومذهب النقاد. . .) ، وهو خطأ من الناسخ.
(٢) هنا نهاية السقط الكبير الذي وقع في طبعة (ف) ص ٥٥، كما بتنته
(٣) وقع في طبعة (ف) ص ٥٧ضبط هذه العبارة كما يلي: (. . . وإنما
عرف ذلك من سبر كتابيهما واعتبر ما جرحاه) ٠ انتهى. والصواب فيها كما أثبتها،
والجملة الأخيرة: (واعتبر ما جرحاه) ، هكذا وقعت في الأصل فتابعه (ف) ! وهي
محرفة عن (واعتبر ما خرجاه) ٠ أي بسبره أحاديثهما التي ذكراها: عرف السابر
شرطهما، ولا دخل للجرح هنا إطلاقا.

<<  <   >  >>