للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقيل لأبي زرعة في أبي معاوية: كان يرى الإرجاء؟ قال: نعم

كان يدعو إليه، قيل: فشبابة بن سوار أيضا؟ قال: نعم، قيل: رجع

عنه؟ قال: نعم، قال: الإيمان قول وعمل.

فهذا الإمام أحمد قد صرح بانه إنما تركه لكونه داعية إلى

الإرجاء، وهذا علي بن المديني لم ير قوله بالإرجاء وتفرده بشيء مؤثرا

في حقه، والخطأ فلا يكاد يسلم منه أحد (١) .

فمن احتج بحديثه يرى أن الإرجاء (٢) والدعاء إليه والتفرد بشيء

غيرقادح، سيما وقد نقل عنه الرجوع عن الإرجاء.

ومن لم يحتج بحديثه يرى أن ذلك مانع من الاحتجاج به،

وحصل عنده من ذلك ريبة وقفته عن الاحتجاج به على ما تقدم، والله

عز وجل أعلم.


(ا) قال الإمام يحيى بن معين رحمه الله تعالى، في "تاريخه "، في
الفقرة ٥٢ (لست أعجب ممن يحدث فيخطىء، إنما العجب ممن يحدث
فيصيب "، وقال فيه أيضا، في الفقرة ٢٦٨٢ "من لايخطىء في الحديث -أي من
يزعم أنه لايخطىء في الحديث - فهوكذاب". انتهى. وهوعنه في "لسان
الميزان" ا: ١٧.
(٢) انظر التفصيل الوافي الشامل، في شرح معنى (الإرجاء) السني
والبدعي، ومنشا الإرجاء وما يتصل بذلك، في "الرفع والتكميل " للعلامة اللكنوي
رحمه الله تعالى وما علقته عليه في الطبعة الثالثة ص ٨١-٨٣
وص ٢ ٣٥- ٣٧٣، فانك واجد فيه النفائس إن شاء الله تعالى.

<<  <   >  >>