للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ويختار لنفسه الفئة الصالحة التي تعينه على الحق، وتحضّه عليه، وتذكره بالخيرات، فإن في الاتحاد والتجمع قوة وأي قوة، عن ابن عمر قال: خطبنا عمر بالجابية، فقال: يا أيها الناس، إني قمت فيكم كمقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فينا، فكان مما قال: (عليكم بالجماعة، وإياكم والفرقة، فإن الشيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أبعد..) (١) .

والجماعة جماعة المسلمين، وإمام المسلمين، ولا قيمة للجماعة في الإسلام ما لم تلتزم بالحق: الكتاب والسنة، فعن أبي الدرداء قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (ما من ثلاثة في قرية ولا بدو، لا تقام فيهم الصلاة، إلا قد استحوذ عليهم الشيطان، فعليك بالجماعة، فإنما يأكل الذئب القاصية) (٢) .

وروى أبو داود في سننه من حديث معاوية بن أبي سفيان أنه قام فقال: ألا إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام فينا فقال: (ألا إن من قبلكم من أهل الكتاب افترقوا على ثنتين وسبعين ملة، وإن هذه الملة ستفترق على ثلاث وسبعين، ثنتان وسبعون في النار، وواحدة في الجنة، وهي الجماعة) (٣) .

سادساً: كشف مخططات الشيطان ومصائده (٤) :

على المسلم أن يتعرف على سبله ووسائله في الإضلال، ويكشف ذلك للناس، وقد فعل ذلك القرآن، وقام بهذه المهمة الرسول صلى الله عليه وسلم خير قيام، فالقرآن عرفنا الأسلوب الذي أغوى الشيطان به آدم. والرسول صلى الله عليه وسلم كان يعرف الصحابة كيف يسترق الشيطان السمع، ويلقي بالكلمة التي سمع في أذن الكاهن أو الساحر ومعها مائة كذبة، يبين ذلك لهم كي لا ينخدعوا بأمثال


(١) صحيح سنن الترمذي: ٢/٢٣٢. ورقمه: ١٧٥٨.
(٢) صحيح سنن أبي داود: ١/١٠٩. ورقمه: ٥٤١.
(٣) صحيح سنن أبي داود: ٣/٨٦٩. ورقمه: ٣٨٤٢.
(٤) إذا رغبت في الوقوف على تفاصيل مخططات الشيطان ومكائده ومصائده، وكيف ألبس على الناس دينهم في العقائد والعبادات والمعاملات، وكيف تلاعب باليهود والنصارى والمجوس وعباد الأوثان - فلا غنى لك عن قراءة كتابين: الأول: تلبيس إبليس، لابن الجوزي، الثاني: إغاثة اللهفان، لابن القيم.

<<  <   >  >>