للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

و (بئر عمير)، و (بئر السدرة (١)) وليس بهؤلاء ماء ينتفع به (٢). و (السد) ماء سماء أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بسده. ومنها (القرقرة (٣)) ماء سماء، لا تنقطع هذه المياه لكثرة ما يجتمع فيها، ومن السد قناة إلى (قبا).

ويحيط بالمدينة من الجبال (عير): جبلان أحمران من عن يمينك وأنت ببطن العقيق (٤) تريد مكة (٥): ومن عن يسارك (شوران (٦))، وهو جبل يطل على السد، كبير مرتفع.

وفي قبلى المدينة جبل يقال [له] (الصّارى) واحد (٧)، ليس على هذه


(١) عند البكري ١٣٢٦: «حفيرة السدرة».
(٢) العبارة واضحة في الأصل مع إهمال الهمزة الأخيرة في «هؤلاء» و «ماء».
وجعلها الميمنى: «وليس بها ما ينتفع [به]».
(٣) في الأصل: «وهو القرقر»، وصوابه «القرقرة»، وهي التي يقال لها «قرقرة الكدر».
(٤) هذا عقيق المدينة.
(٥) قال ياقوت: «وذكر لي بعض أهل الحجاز أن بالمدينة جبلين يقال لهما: عير الوارد، والآخر عير الصادر، وهما متقاربان. وهذا موافق لقول عرام».
(٦) شوران بفتح الشين. ومما ورد فيه من الأخبار أن (البغوم)، صاحبة ريحان الخضري، نذرت أن تمشى من شوران حتى تدخل من أبواب المسجد كلها مزمومة بزمام من ذهب، فقال بعض الشعراء:
يا ليتني كنت فيهم يوم صبحهم … من نقب شوران ذو قرطين مزموم
تمشى على نجش تدمى أناملها … وحولها القبطريات العياهيم
فبات أهل نقيع الدار يفعمهم … مسك ذكى ويمشى بينهم ريم
(٧) أي ليس جبلين كما أن عيرا جبلان. قال ياقوت: «والصاري بلغة تجار المصريين هو شراع السفينة. قال الجوهري: الصاري الملاح». وقول ياقوت إنها لغة تجار المصريين و، فإن هذا المعنى يعرفه العرب قديما. وفي حديث ابن الزبير: «فأمر بصوار فنصبت حول الكعبة». وأنا أرى اشتقاقه من صرى يصرى، إذا علا. ويقولون: صرت الناقة عنقها، إذا رفعته من ثقل الوقر. وأنشد:

• والعيس بين خاضع وصارى *

<<  <   >  >>