بها من عسر بالرجوع إلى كتب البلدان، وفي مقدمتها معجم ياقوت ومعجم البكري، وهما قد استوعبا معظم نصوص هذا الكتاب على ما بهما كذلك من تصحيف وتحريف. وكذلك استفتيت معاجم اللغة وغيرها من الكتب في جميع الفنون التي يتطلبها التحقيق، غير آل جهدا أن يظهر هذا الكتاب على أقرب ما يكون من السلامة.
[تحقيق هذا الكتاب]
لم أكن أعرف شيئا عن وجود هذا الكتاب إلا ما كان يقع تحت نظري كثيرا عند مراجعتى لمعاجم البلدان من ذكر (عرام بن الأصبغ السلمى) حتى كان يوم لقيت فيه الصديق الكريم (الشيخ سليمان الصنيع)، وكنت قد شرعت في عمل علمي يرمى إلى نشر المخطوطات النادرة الصغيرة، وهو الذي أخرجت منه مجموعتين مشتملتين على تسعة كتب نادرة باسم «نوادر المخطوطات» فأخبرني حضرة الأخ أن لديه مخطوطة جديرة بالنشر، هي كتاب عرام هذا، ووعدني أن يرسله إلىّ من الحجاز لأقوم بتحقيقه ونشره، وكان أن برّ بما وعد به، وأرسل النسخة إلىّ فوجدتها مخطوطة سنة ١٣٦٨ عن نسخة نقلها الشيخ إبراهيم حمدى مدير مكتبة شيخ الإسلام عارف حكمت بالمدينة عن نسخة الهند. ونسخة الأخ الشيخ سليمان هذه قد عنى بمراجعتها وتحقيق بعض مواضع منها.
ثم تفضل الشيخ الجليل (السيد محمد نصيف) فكتب إلىّ يشفع رغبة الشيخ سليمان برغبته الكريمة، وأرسل إلى نسخة أخرى نقلها الشيخ عبد الرحمن بن يحيى اليماني عن الأصل الهندي في دقة وإتقان ومطابقة للأصل.
ولكن ذلك كله لم يقنع ضميري العلمي، إذ أن أصل الكتاب موجود، وأن من الممكن الحصول عليه، فانتهزت فرصة رحلة الأخ البار (الأستاذ رشاد عبد المطلب) إلى الهند في بعثة جامعة الدول العربية لجلب صور مخطوطاتها النفيسة، فأوصيته أن يحضر معه صورة كتاب عرام. فكان له الفضل الطائل في أن تمكن من اجتلابها، فكانت هي الأصل الذي اعتمدت عليه في نشر هذا الكتاب.
فالشكر لحضرة الأخ (الشيخ سليمان الصنيع) على ما بذل من فضل بتعريفى بهذا