للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

عليكم الشرك الأصغر فسئل عنه؟ فقال الرياء" (١) وقد يصل الرياء إلى الشرك الأكبر، وقد مثل ابن القيم رحمه الله للشرك الأصغر بيسير الرياء وهذا يدل على أن كثير الرياء قد يصل إلى الشرك الأكبر، وقد ذهب بعض أهل العلم إلى أن قوله تعالى: {إن الله لا يغفر أن يشرك به} [سورة النساء، الآية: ١١٦] . يشمل كل شرك ولو كان أصغر، فالواجب الحذر من الشرك مطلقاً فإن عاقبته وخيمة قال الله تعالى:} إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار {، {سورة المائدة، الآية: ٧٢} فإذا حرمت الجنة على المشرك لزم أن يكون خالداً في النار أبداً، فالمشرك بالله تعالى قد خسر الآخرة لا ريب لأنه في النار خالداً، وخسر الدنيا لأنه قامت عليه

الحجة وجاءه النذير ولكنه خسر لم يستفد من الدنيا شيئاً قال الله تعالى: {قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين} [سورة الزمر، الآية: ١٥] . فخسر نفسه لأنه لم يستفد منها شيئاً وأوردها النار وبئس الورد المورود، وخسر أهله لأنهم إن كانوا مؤمنين فهم في الجنة فلا يتمتع بهم، وإن كانوا في النار فكذلك لأنه كلما دخلت أمة لعنت أختها.


(١) أخرجه الإمام أحمد جـ٥ ص٤٢٨، وابن أبي شيبة في "الإيمان" ص٨٦ باب الخروج من الإيمان بالمعاصي، والهيثمي في "المجمع" جـ١٠ ص٢٢٢ وقال: "رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن شبيب بن خالد وهو ثقة".

<<  <   >  >>