يعبدون الملائكة والصالحين واللات وغير ذلك؟ فلا بد أن يقول: نعم، فقل له: وهل كانت عبادتهم إياهم إلا في الدعاء والذبح والإلتجاء ونحو ذلك، وغلا فهم مقرون أهم عبيده وتحت قهره، وأن الله، هو الذي يدبر الأمر، ولكن دعوهم والتجأوا إليهم للجاه والشفاعة، وهذا ظاهر جداً.
فإن قال: أتنكر شفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتبرأ منها؟ فقال: لا أنكرها ولا أتبرأ منها، بل هو صلى الله عليه وسلم الشافع المشفع وأرجو شفاعته، ولكن الشفاعة كلها لله، كما قال الله تعالى:(قل لله الشفاعة جميعاً)(١){سورة الزمر، الآية: ٤٤} .
ــ
يقول: نعم فيسأل مرة أخرى: هل كانت عبادتهم إلا في الدعاء والذبح والإلتجاء ونحو ذلك مع إقرارهم بأنهم عبيد الله وتحت قهره وأن الله هو الذي يدبر الأمر لكن دعوهم والتجؤوا إليهم للجاه والشفاعة كما سبق وهذا ما وقع فيه المشبه تماماً
(١) قوله: "فإن قال" يعني إذا قال لك المشرك المشبه هل تنكر شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول هذا من أجل أن يلزمك بجواز دعاء النبي صلى الله عليه وسلم عسى أن يشفع لك عند الله إذا دعوته، فقل له: لا أنكر هذه الشفاعة ولا أتبرأ منها، ولكني أقول إن الشفاعة لله ومرجعها كلها إليه وهو الذي يأذن فيها إذا شاء ولمن شاء لقول الله تعالى:(قل لله الشفاعة جميعاً له ملك السموات والأرض){سورة الزمر، الآية: ٤٤} .