للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ذاك لا يعلم إلا بخبر الأنبياء، والرسول - صلى الله عليه وسلم - لم يخبرهم بذلك، ولو كان قد أخبرهم به لما سألوه عنه، فعلم أن سؤالهم كان عن أول هذا العالم المشهود.

(الوجه الثالث) : أنه قال: " كان الله ولم يكن شيء قبله "

وقد روي: " معه"، وروي: " غيره "، والألفاظ الثلاثة في البخاري (١) .


(١) ... نسب هنا شيخ الإسلام رواية (ولا شيء معه) إلى البخاري وكذا فعل

في الصفدية (١/١٥) و (٢/٢٢٤) وفي الفتاوى (٢/٢٧٥) عزاه إلى أصحاب الصحيح من غير نسبة إلى البخاري، وفي تفسير ابن كثير (٣/٢٢٦) عزا هذه الرواية إلى البخاري (أيضا) وتابعهم ابن أبي العز، وقال الحافظ في الفتح (١٣/٤٢١) ، وفي رواية (كان الله قبل كل شيء) وهو بمعنى (كان الله ولا شيء معه) ا ٠ هـ.
وعزا محمد الخضر الشنقيطي في كتابه استحالة المعية بالذات ص ٣٢٧ هذه الرواية إلى صحيح مسلم وهي ليست فيه أيضاً.
وقد عزا الكوثري في حاشية السيف الصقيل ص٨٦ هذه الرواية إلى ابن حبان والحاكم وابن أبي شيبة وهي ليست فيها بل برواية ولم يكن شيء غيره
وقد وجدت الحافظ في الفتح (٦/٣٣٣) يقول: إنها في رواية غير البخاري ا ٠ هـ.
وبعد البحث في كتب السنة لم أجد هذه الرواية وإنما وجدت روايتين فقط هما:
ألا شيء غيره، وهي التي رواها الحاكم في المستدرك (٢/٣٧٢) ، وابن حبان في صحيحه (١٤/٧] وابن أبي شيبة في العرش ص ٢٩٤، والدارمي في رده على بشر (١/٤٦١) ، والطبراني في المعجم الكبير في ثلاثة مواضع في (١٨/٢٠٣، ٢٠٤، ٢٠٥) ، والبيهقي في السنن الكبرى (٩/٣) .
ب ولا شيء قبله، وهي التي رواها أحمد في مسنده (٤/٤٣١) وابن حبان في صحيحه (١٤/١١) ، والبيهقي في السنن الكبرى (٩/٢) ، وفي الأسماء والصفات (١/٥٦٤) ، والذهبي في العلو ص ٦٦، والروايتان في البخاري أيضاً.

<<  <   >  >>