للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

[الفرع الأول: بيان أساس المسألة والمدخل لتصورها]

ينبغي أن يعلم أن أساس هذه المسألة والمدخل لتصورها وفهمها على حقيقتها وإدراك أهمية الخلاف فيها هو: هل يقال بدوام فاعلية الرب وأنه لم يزل فاعلاً؛ ولم يأت يوم وهو معطل عن الفعل أم لا؟

فمن قال بذلك كان قائلاً بالقدم النوعي أو وجوب تسلسل الحوادث أي أفعال الرب ومن ثم بجواز تسلسل الحوادث أي المخلوقات أو الآثار (١) .

ومن نفى دوام فاعلية الرب قال بعدم التسلسل إلا أنهم اختلفوا فمنهم من قال ان الفعل كان ممتنعاً عليه كالجهمية، ومنهم من قال ان الفعل كان ممتنعاً منه كالكلابية والأشعرية كما سيأتي.

والدليل على أن هذا هو أساس المسألة واضح من كلام شيخ الإسلام وكلام المخالفين.

وأنقل كلام اثنين ممن صرح بذلك وان كانوا كثيرين:

١- زاهد الكوثري رحمه الله في حاشيته على السيف الصقيل ص٨٥ حيث قال: القول بدوام فعله في جانب الماضي قول بحوادث لا أول لها، وقد سبق تسخيف ذلك مرات ا ٠ هـ

وقال في - صلى الله عليه وسلم - ٨١: ونسجل هنا على الناظم قيام الحوادث بذات الله سبحانه وتعالى، واعتقاده ان هذه الحوادث لا أول لها ا ٠ هـ.

٢- د ٠ محمد عبد الستار نصار في كتابه العقيدة (١/٢٢٨) حيث قال:


(١) ... سيأتي أن الحوادث يطلق على الأمرين.

<<  <   >  >>