نسب كثيرون إلى شيخ الإسلام أنه يقول بقدم العالم وأنه وافق في ذلك ابن سينا والفارابي وابن رشد الحفيد.
والجواب على هذا:
أن هناك فرقاً بين قول الفلاسفة وقول ابن تيمية فالفلاسفة يقولون بحدوث ما سوى الله لكن بمعنى الاحتياج إلى الغير لا بمعنى سبق العدم عليه ومعنى الاحتياج إلى الغير أي ان قدم هذا العالم مستند إلى قدمه تعالى أي فقدمه تعالى أوجب قدم هذا العالم وهكذا زعموا قبحهم الله وهو كفر بإجماع المسلمين ولأجل هذا القول كفروا:
بثلاثة كفر الفلاسفة العدا ... إذ أنكروها وهي حقاً مثبته
علم بجزئي، حدوث عوالم ... حشر لأجساد وكانت ميته (١)
فالفلاسفة عندهم ان الحادث قسمان والقديم قسمان:
أولاً: الحادث قسمان هما:
١- حادث بالذات وهو ما يحتاج في وجوده إلى مؤثر
سواء سبقه عدم كأفراد الإنسان ... أم لم يسبقه عدم كالأفلاك
فإنها تحتاج في وجودها لمؤثر ... فإنها محتاجة في وجودها لمؤثر
وقد سبقها العدم ... ولم يسبقها عدم.
٢- حادث بالزمان وهو ما سبق وجوده العدم كأفراد الإنسان
(١) ... انظر شرح الخريدة مع حاشية الصاوي ص٣٠، وشرح البيجوري على الجوهرة ص٦٨