قالوا ولم ينصف خصوم جعجعوا ... وأتوا بتشنيع بلا برهان
قلنا كما قالوه في أفعاله ... بل بيننا بون من الفرقان
بل نحن اسعد منهم بالحق إذ ... قلنا هما بالله قائمتان
وهم فقالوا لم يقم بالله لا ... فعل ولا قول فتعطيلان
لفعاله ومقاله شر وأبطل ... من حلول حوادث ببيان
تعطيله عن فعله وكلامه ... شر من التشنيع بالهذيان
هذى مقالات ابن كرام وما ... ردوا عليه قط بالبرهان
أنى وما قد قال أقرب منهم ... للعقل والآثار والقرآن
لكنهم جاءوا له بجعاجع ... وفراقع وقعاقع بشمان
الشرح
قالت الكرامية أن خصومنا من الكلابية والأشعرية قد شنعوا علينا في قولنا بحدوث الكلام في ذاته تعالى بمشيئته واختياره مع أنه لا حجة لهم في هذا التشنيع على أنهم قد قالوا بمثل قولنا في أفعاله تعالى فجعلوها حادثة، ولزمهم في ذلك مثل ما لزمنا من أن الله كان معطلاً عن الفعل في الأزل، ثم صار فاعلاً بلا تجدد سبب أوجد القدرة والإمكان، بل نحن أقرب منهم إلى الحق لأننا جعلنا الكلام والفعل صفتين قائمتين بذاته، وأما هم فعطلوه عن قوله وفعله، فإن القول المسموع عندهم مخلوق كما أن الفعل عين المفعول المخلوق، ولا شك أن تعطيل الباري عن قوله وفعله شر، وأدخل في الباطل من القول بحلول الحوادث في ذاته، والحق أن مقالة ابن كرام وإن كانت منحرفة عن جادة الصواب حيث حكم بخلوه تعالى في الأزل من الكلام والفعل وهما من صفات