٣- وقالوا: إن إثبات حدوث العالم لا يمكن إلا بإثبات حدوث الأجسام.
٤- وحدوث الأجسام يُعلم: بلزومها للأعراض؛ التي هي الصفات أو لبعضها؛ كالحركة والسكون والاجتماع والافتراق، وهي التي تُعرف بالأكوان.
وتقرير هذا - عندهم يحتاج إلى مقدمات منها:
- إثبات امتناع حوادث لا أوّل لها.
وإثبات حدوث الأجسام بامتناع حوادث لا أوّل لها مبني على مقدمتين أساسيتين:
١- المقدمة الأولى: امتناع خلوّ الجسم من الأعراض التي هي الصفات.
حيث قالوا إن الأجسام لا تخلو عن أعراض حادثة وصفات وأفعال تعتقب عليها.
٢- المقدّمة الثانية: ما لا يخلو عن الصفات التي هي الأعراض - أو ما لا ينفك عن الصفات، أو ما لا يسبقها - فهو حادث؛ لأنّ الصفات، التي هي الأعراض - لا تكون إلا محدثة - بزعمهم.
وتنوعت عباراتهم:
- فتارة يقولون: كل ما لا يخلو من الحوادث فهو حادث.
- وتارة يقولون: كل ما لم يسبق الحوادث فهو حادث (١) .
(١) وهذه الطريقة يلزم من إثباتها إثبات ثلاثة براهين هي: =