للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فيها؟ فهِوّن عليك. فردّ على امرأته فقال: ما لي أرى أهلك يتعهدون أموالهم ولا يضيعونها، بل يصلحونها، وأنت تأمرينني بإضاعة المال? فقال١:

أعايشَ ما لأهلك لا أراهم ... يضيعون الهجان مع المُضيعِ

وَكيف يُضيع صاحبُ مُذْفَآت ... على أثباجِهنّ من الصقيعِ٢

لمال المرء يصلحه فيغنى ... مفاقره أعف من القنوع

و"لا" تنفي الاسمَ المنكور، نحو: "لا رجلٌ عندكَ".

لات:

اختلف الناس فِيهَا: فمنهم من زعم أن التاء متصلة بـ"لا" وأنها بمنزله "ليس" على تأويل: "وليس حينَ مناصٍ", نصب "حين" خبر "ليس". وقال الأفوه وجعل "لاتَ" بمعنى "حِين"٣:

ترك الناسُ لنا أكتافَهم ... وتولوا لاتَ لم يُغنِ الفرار

لدُن:

"لدْنْ" بمعنى "عِنْدَ". قال الله جلّ ثناؤه: {قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا} ٤ وقال: {لَاتَّخَذْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا} ٥ أي: من عندنا. وقد تحذف النون من لدن قال الشاعر٦:

من لدُ لحييه إلى منخوره

لدى:

بمعنى "لدن" قال الله جل ثناؤه: {وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ} ٧.


١ ديوان الشماخ: ٢١٩.
٢ الأثباج: جمع الثبج: وهو ما بين الكاهل إلى الظهر.
٣ الطرائف الأدبية: ١٣، للأفوه الأودي.
٤ سورة الكهف، الآية: ٧٧.
٥ سورة الأنبياء، الآية: ١٧.
٦ الكتاب: ٤/ ٣٣٤، ونسبته إلى غيلان بن حريث، وصدره:
يستوعب البوعين من جرير
والبوع: إبعاد خطو الفرس في جريه، وبسط اليد بالمال، والجرير: جبل للبعير.
٧ سورة يوسف، الآية: ٢٥.

<<  <   >  >>