للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

باب إضمار الحروف:

ويضمرون الحروفَ فيقول قائلهم١:

ألا أي هذا الزّاجري أشهدَ الوَغى

بمعنى أن أشهد. ويقولون: "والله لَكانَ كذا" بمعنى لقد. ويقول النابغة٢:

لكلفتنِي ذنب امرئ

وفي كتاب الله جل ثناؤه: {ألم، غُلِبَتِ الرُّومُ} ٣ قالوا: معناها لقد غلبت. إلا أنه لما أضمر "قد" أضمر اللام. وفي كتاب الله جلّ ثناؤه: {سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى} ٤ فقالوا: إلى سيرتها. و {اخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ} ٥ أي من قومه. ويقولون: "اشْتَقْتك" أي إليك. و"هل يسمعونَكم" بمعنى لكم. و"أو جاءوكم حًصرت" أي قد حصرت. ويقول قائلهم: "حلفتُ بالله لناموا" أي لقد. وفي كتاب الله جلّ ثناؤه: {فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ} ٦ أي فعليكم. وقيل في قوله جلّ ثناؤه: {وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ} ٧ معناها عن وقوم يقولون: في أن تنكحوهن. وفي كتاب الله جلّ ثناؤه: {وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ} ٨ أي أن يريكم. وكقوله جلّ ثناؤه: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ} ٩.

باب إضمار الأفعال:

من ذلك: "قيل, ويقال". قال الله جلّ ثناؤه: {فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ


١ هو طرفة بن العبد: ديوانه: ٤٦، وعجز البيت:
وأن أشهد اللذات هل أنت مخلدي
٢ ديوان النابغة الذبياني: ٨٣، وتمامه:
لكلفني ذنب امرئ وتركته ... كذي العر يكوى غيره وهو راتع
٣ سورة الروم، الآية: ٢.
٤ سورة طه، الآية: ٢١.
٥ سورة الأعراف، الآية: ١٥٥.
٦ سورة البقرة، الآية: ١٩٦.
٧ سورة النساء، الآية: ١٢٧.
٨ سورة الروم، الآية: ٢٤.
٩ سورة الروم، الآية: ٢١.

<<  <   >  >>