للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ} ١ إذا رد كل شيء إلى ما يصلح أن يتصل به كان التأويل: "قل أرأيتم إن كان من عند الله وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله فآمن وكفرتم به واستكبرتم". ومثله {وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ} ٢ قَالوا: لَمّا لم يَصْلح أن يقول الرسول متى نصر الله كان التأويل: وزُلزلوا حتى قال المؤمنون: متى نصر الله؟ فقال الرسول: ألا إن نصر الله قريب, رُدَّ كلّ كلام إلى من صَلَح أن يكون له. ومن الباب قول ذي الرُّمّة٣:

ما بالُ عينِكَ منها الماءُ يَنٍسكِبُ ... كأنّه من كُلَى مَفرِيَّة سَرَبُ

وَفْرَاءَ غَرْفِيَّه أثْأى خَوَارِزُها ... مُشَلْشِلٌ ضَيعتْه بينها الكُتبُ

فمعنى البيتين: كأنه من كلى مَفرّيَةٍ وَفْراءَ غَرْفِيَّة أثأى خَوَارِزُها سَرَبٌ مُشَلشِلٌ ضَيَّعَتْه بينها الكتب.

وفي كتاب الله جلّ ثناؤه: {وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ} ٤ المعنى: جَعَلَ لكم الليلَ لتَسْكنوا فيه والنهارَ لتَبْتَغوا من فضله.

ومن قوله عزّ وجلّ: {وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ} ٥ تأويله والله أعلم: ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي فتكون من الظالمين، ما عليك من حسابهم من شيء وما من حسابك عليهم من شيء فتطردهم. قال ومن هذا الباب قول امرئ القيس٦:


١ سورة الأحقاف، الآية: ١٠.
٢ سورة البقرة، الآية: ٢١٤.
٣ ديوانه: ١٠. الكلى جمع الكلية وهي من السحاب أسفله، ومن المزادة: رقعة مستديرة تخرز عليها تحت العروة. وفرى المزادة: صنعها. وسرب: من السرب وهو الماء يصب في القربة ليبتل سيرها، والماء السائل الغرفية نسبة إلى الغرف وهو شجر يدبغ به. ثأي: خرم خرز الأديم. ومشلشل: متفرق.
٤ سورة القصص، الآية: ٧٣.
٥ سورة الأنعام, الآية: ٥٢.
٦ ديوانه: ١٠٩. تميم وكندة: قبيلتان.

<<  <   >  >>