للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تَمَزَّزْتُها والدّيكُ يدعو صَباحهُ ... إذا ما بنو نَعْشٍ دَنَوْا فتصوَّبوا

وقال الله جل ذكره: {فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} ١ و {لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلَاءِ يَنْطِقُونَ} ٢ و {إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ} ٣ و {يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ} ٤ و {لَوْ كَانَ هَؤُلَاءِ آلِهَةً مَا وَرَدُوهَا} ٥ ويقولون في جمع بُرَة "بُرِين". وأكثر من قول النابغة قول القائل٦:

إذا أشرفَ الديكُ يدعو بعضَ أُسْرَتِهِ ... إلى الصَّباح وهم قوم معازيل

وجعل له أسرة وسماهم قوماً.

باب اقتصارهم على ذكر بعض الشيء وهم يريدونه كلُّه:

من سنن العرب الاقتصارُ على ذكر بعض الشيء وهم يريدونه كلُّه, فيقولون: "قعد على صَدْر راحلته ومضى". ويقول قائلهم٧:

الواطِئينَ على صُدورِ نعالهم

وذكر بعضُ أهل اللغة في هذا الباب قولَ لَبِيد٨:

أو يرْتَبِطْ بعضَ النفوسِ حمامُها

وإنه أراد كلاُّ وذكروا في هذا الباب قوله جلّ ثناؤه: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا


١ سورة الأنبياء, الآية: ٣٣.
٢ سورة الأنبياء، الآية: ٦٥.
٣ سورة يوسف, الآية: ٤.
٤ سورة النمل، الآية: ١٨.
٥ سورة الأنبياء، الآية: ٩٩.
٦ البيت لعبدة بن الطبيب، كما في ديوانه: ٧٩. وفيه:
إذا أشرف ... إلى الصياح وهم ...
ومعازيل: جمع معزال: وهو الذي لا رمح معه، والضعيف الأحمق.
٧ ديوان الأعشى: ٥٧. ولسان العرب: مادة "دخن".
٨ ديوانه: ١٧٥. وفيه: يتعلق بعض ... وصدره.
تراك أمكنة إذا لم أرضها

<<  <   >  >>