للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

"اليدين، والرِّجلين" قال الفرزدقِ١:

فلو بَخِلَتْ يداي بها وضنت ... لكان عليَّ للقدَر الخِيارُ

فقال: "ضَنْت" بعد قوله "يداي". وقال٢:

وكأنّ بالعينَيْن حَبّ قَرنْفُل ... أو سُنْبلاً كُحِلَتْ به فانْهلُّتِ

وقال٣:

إذا ذَكَرَتْ عيني الزمانَ الذي مضى ... بصحراءِ فَلْجٍ ظلَّتا تَكِفانِ

باب الحمل:

هذا باب يترك حكم ظاهر لفظه لأنه محمول على معناه. ويقولون: "ثلاثة أنْفُس" والنفس مؤنّثة لأنّهم حملوه على الإنسان. ويقولون: "ثلاث شخوص" لأنهم يحملون ذلك على أنهنّ نساء و٤:

إن كلاباً هذه عَشْرُ أبْطنٍ

يذهبون إلى القبائل. وفي كتاب الله جلّ ثناؤه: {السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ} ٥ حُمِل على السَّقْف. وهذا يتَّسِع جداً. وقد ذُكر في هذا الباب ما تقدم ذكره من قوله جلّ ثناؤه: {مُسْتَهْزِئُونَ، اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ} ٦, وهذا في باب المحاذاة أحسن, ومن الحَمْل قوله: {إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ} ٧, قال أبو عبْيدَة أرادَ الرّسالة, ومن الباب قوله جلّ وعزّ: {سَعِيرًا} ٨ -والسعير مذكّر- ثم قال: {إِذَا


١ ديوانه: ٢٥٨. وفيه:
ولو رضيت يداي بها وخرت ... لكان لها على القدر الخيار
٢ البيت لسلمى بن ربيعة في "ما اتفق لفظه واختلف معناه": ٤٩، وله أيضًا في أمالي القالي: ٤/ ٣٩.
٣ بلا عزو في "ما اتفق لفظه واختلف معناه": ٥٠، وهمع الهوامع: ١/ ٥٠، وفقه اللغة: ٢٥٢.
٤ البيت للنواح الكلابي في الدرر: ٦/ ١٩٦، وعجزه:
وأنت بريء من قبائلها العشر
وفي المقتضب: ٢/ ١٤٨ بلا عزو.
٥ سورة الزمل، الآية: ١٨.
٦ سورة البقرة، الآية: ١٥.
٧ سورة الشعراء، الآية: ١٦.
٨ سورة الفرقان، الآية: ١١، وتمامها: {وَأَعْتَدْنَا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيرًا} .

<<  <   >  >>