للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

حجها وبعث معهن عثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف قال: كان عثمان ينادي: ألا لا يدنو إليهن أحد ولا ينظر إليهن أحد وهن في الهوادج على الإبل فإذا نزلن أنزلهن بصدر الشعب وكان عثمان وعبد الرحمن بذنب الشعب فلم يصعد إليهن أحد".

ففي هذه الأحاديث دلالة ظاهرة على أن حجاب الوجه قد كان معروفًا في عهده -صلى الله عليه وسلم- وأن نساءه كن يفعلن ذلك وقد استن بهن فضليات النساء بعدهن وإليك مثالين على ذلك:

١- عن عاصم الأحول قال:

"كنا ندخل على حفصة بنت سيرين١ وقد جعلت الجلباب هكذا: وتنقبت به فنقول لها: رحمك الله قال الله تعالى: {وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللاتِي لا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ٢ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ}


١- أخرجه البيهقي "٧/ ٩٣" من طريق سعدان بن نصر حدثنا سفيان بن عيينة عن عاصم الأحول ...
وهذا إسناد صحيح، وسعدان اسمه سعيد، والغالب عليه سعدان؛ كما قال الخطيب في "تاريخه"، وقد حكى توثيقه عن الدارقطني وغيره.
١ هي أم هذيل الأنصارية البصرية، وهي تابعة فاضلة، قرأت القرآن وهي ابنة اثنتي عشرة سنة، وماتت وهي ابنة سبعين.
قال إياس بن معاوية:
"ما أدركت أحدًا أفضِّله على حفصة".
ماتت سنة "١٠١هـ".
٢ اختلفت أقوال المفسرين في المراد من هذه الكلمة. فالأكثرون على أنه =

<<  <   >  >>