وهذا سند حسن بما بعده، رجاله ثقات رجال مسلم، غير مري بن قطري، وقد وثقه ابن حبان، وقال فيه الحافظ في "التقريب": "مقبول"، أي: إذا توبع، ولم يتفرد به، فقد أخرجه أبو داود "٢/ ١٤٢"، والترمذي أيضًا، وابن ماجه "٢/ ١٩٢"، وكذا البيهقي، وأحمد "٥/ ٢٢٦ و٢٢٧"، من طرق عن سماك بن حرب: حدثني قبيصة بن هلب عن أبيه قال: سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم، يقول -وسأله رجل فقال: إن من الطعام طعامًا أتحرج منه؟ فقال: "لا يختلجن في نفسك شيء ضارعت فيه النصرانية". وهذا الإسناد كالذي قبله، إلا أن قبيصة بن هلب وثقه العجلي أيضًا، وقال الترمذي: "هذا حديث حسن". ١ أي: شابهت لأجله أهل الملة النصرانية من حيث امتناعهم إذا وقع في قلب أحدهم أنه حرام أو مكروه، وهذا في المعنى تعليل النهي، والمعنى: لا تتحرج فإنك إن فعلت ذلك؛ ضارعت فيه النصرانية؛ فإنه من دأب النصارى وترهبهم. كذا في "تحفة الأحوذي" في شرح حديث هلب الآتي قريبًا شاهدًا لحديث عدي.