للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

٧- وعنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم:

"غيروا الشيب ولا تشبهوا باليهود ولا بالنصارى".


= وهو: إما مضر أو ناقص؛ لأن ما بأيديهم من الأعمال المبتدعة والمنسوخة ونحوها مضرة، وما بأيديهم مما لم ينسخ أصله، فهو يقبل الزيادة والنقص، فمخالفتهم فيه بأن يشرع ما يحصله على وجه الكمال، ولا يتصور أن يكون شيء من أمورهم كاملًا قط، إذا المخالفة لهم فيها منفعة وصلاح لنا في كل أمورهم، حتى ما هم عليه من اتقان أمور دنياهم قد يكون مضرًّا بالآخرة، أو بما هو أهم منه من أمر الدنيا، فالمخالفة فيه صلاح لنا ... وحقيقة الأمر أن جميع أعمال الكافر وأموره لا بد فيها من خلل يمنعها أن تتم منفعة بها، ولو فرض صلاح شيء من أموره على التمام لاستحق بذلك ثواب الآخرة، ولكن كل أموره إما فاسدة، وإما ناقصة، فالحمد لله على نعمة الإسلام التي هي أعظم النعم، وأم كل خير كما يحب ربنا ويرضى، فقد تبين أن نفس مخالفتهم أمر مقصود للشارع في الجملة، ولهذا كان الإمام أحمد وغيره من الأئمة يعللون الأمر بالصبغ بعلة المخالفة". ثم ساق بعض النقول في ذلك عن أحمد.
٧- أخرجه أحمد "٢/ ١٦١ و٤٩٩" من طريق محمد بن عمرو عن أبي سلمة عنه.
قلت: وهذا إسناد حسن. وأخرجه ابن حبان في "صحيحه" "٥٤٤٩ -الإحسان"، وتابعه عمر بن أبي سلمة عن أبيه عند أحمد "٢/ ٣٥٦"، والترمذي "٣/ ٥٥"، وقال:
"حديث حسن صحيح"، وله شواهد كثيرة:
منها عن الزبير بن العوام، أخرجه أحمد "رقم ١٤١٥": حدثنا محمد بن كناسة: حدثنا هشام بن عروة عن عثمان بن عروة عن أبيه عن الزبير، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم. فذكره، دون قوله: "ولا بالنصارى".

<<  <   >  >>