"رواه أحمد والطبراني، ورجال الطبراني رجال الصحيح". والهجري ليس من رجال الصحيح، فدل على أن الطبراني رواه من طريق غيره، فتقوى الحديث به، ولا سيما أن له شهدًا، فقد جاء الحديث في "الكشاف"، وقال مخرجه الحافظ العسقلاني "٤/ ١٨ رقم ١٤٥": "رواه ابن مردويه من حديث سمرة بن جندب، ومن حديث أبي موسى الأشعري نحوه، ورواه أحمد والبخاري في "الأدب المفرد" من وجهين عن أبي الأحوص عن عبد الله بن مسعود". قلت: هو عند البخاري "ص١٨٤" من طريق عبد الملك عن أبي الأحوص به موقوفًا، وهو عند أحمد من طريق الهجري مرفوعًا كما تقدم، وصنيع الحافظ يوهم أنهما أخرجاه كلاهما موقوفًا أو مرفوعًا، وليس كذلك. وبالجملة فالحديث حسن أو صحيح. والله أعلم. والحديث أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" "٨/ ٧٣٧/ ٦٢٠٣"، وابن عدي في ترجمة الهجري من "الكامل" "١/ ٢١٣"، وقال: "وإبراهيم الهجري حدث عنه شعبة والثوري وغيرهما، وأحاديثه عامتها مستقيمة المتن، وإنما أنكروا عليه كثرة روايته عن أبي الأحوص عن عبد الله، وهو عندي ممن يكتب حديثه". وروى له ابن أبي شيبة "٦١٩٥" شاهدًا عن قتادة؛ قال: بلغنا أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سئل عن اللعب بالكعبين؟ فقال: "إنها ميسر الأعاجم". قال: وكان قتادة يكره اللعب بكل شيء حتى يكره اللعب بالحصى. قلت: وإسناده صحيح؛ لكنه مرسل؛ فلا بأس به في الشواهد.