للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

"خرج علينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فرآنا حِلقًا١، فقال:

"مالي أراكم عِزين؟ " ٢.

٢ - عن أبي ثعلبة الخشني قال:

"كان الناس إذا نزلوا منزلًا تفرقوا في الشعاب والأودية فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم:


١ هو بكسر الحاء وفتحها لغتان، جمع حلقة بإسكان اللام، وحكى الجوهري وغيره فتحها في لغة ضعيفة.
٢ أي: متفرقين جماعة جماعة، وهو بتخفيف الزاي، الواحدة: عزة. معناه النهي عن التفرق والأمر بالاجتماع. كذا في "شرح مسلم" للنووي.
٢- أخرجه أبو داود "١/ ٤٠٩ و٤١٠"، وابن حبان "١٦٦٤ -موارد"، والحاكم "٢/ ١١٥"، ومن طريقه البيهقي "٩/ ١٥٢"، وأحمد "٤/ ١٩٣"؛ من طريق الوليد ابن مسلم: حدثنا عبد الله -يعني: ابن زبر- أنه سمع سلم بن مشكم يقول: حدثنا أبو ثعلبة الخشني.
وهذا إسناد متصل صحيح، وقال الحاكم:
"صحيح الإسناد"، ووافقه الذهبي.
و"زبر" جد عبد الله، واسم أبيه العلاء.
"ملاحظة": إذا كان مثل هذا التفرق الذي إنما هو في أمر عادي من عمل الشيطان، فما بالك بالتفرق في الدين وفي أعظم أركانه العملية كالصلاة مثلًا، حيث نرى المسلمين اليوم يتفرقون فيها وراء أئمة متعددة في مسجد واحد، أفليس ذلك من الشيطان؟ بلى وربي، ولكن أكثر الناس لا يعلمون. {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ} .

<<  <   >  >>