ومخرج النون والتنوين إذا أُظهرا من الفم١.
وقد قسم الأهوازي هذا الباب ثلاثة أقسام:
قسم لا يجوز فيه ولا يمكن إلا الإظهار، وهو العين والهمزة نحو: {أَنْعَمْتَ} ، و {يَنْأَوْنَ} .
وقسم متفق فيه على الإظهار، والإخفاء ممكن لكنه لم يرد، وهو الحاء والهاء، نحو: {تَنْحِتُونَ} ، و {إِنْ هُوَ} .
وقسم يجوزان فيه وقد وردا، وهو الغين والخاء.
قال أبو جعفر: أما ما ذكر من الإخفاء عند الغين والخاء فصحيح، ذكره سيبويه عن قوم من العرب، ووجّهه بأن هذين الحرفين قريبان من حروف الفم، فأخفوها معهما كما أخفوها عند حروف الفم، وبه قرأت من طريق الأهوازي لابن شنبوذ عن أبي نشيط، وبه أخذ أبو الفضل الخزاعي لأبي نشيط من جميع طرقه، وهي رواية المسيبي عن نافع.
وكان البغداديون يستثنون من ذلك المنقوص, وهو {إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا} وما كان من كلمة نحو: {وَالْمُنْخَنِقَةُ} ، و {فَسَيُنْغِضُونَ} .
وحدثنا أبو القاسم، حدثنا المليحي بمصر, حدثنا أبو علي البغدادي قال: كان الحمامي شيخنا إذا قرئ عليه: {وَالْمُنْخَنِقَةُ} بالإدغام يضحك ولا يرد.
قال أبو جعفر: قوله: "الإدغام" تجوُّز في العبارة، وإنما هو إخفاء، وهذه الحكاية تعطي أن استثناء المنقوص وما كان من كلمة اختيار من البغداديين، ومن لم يرو ذلك لا يأخذ به، كان أبو الحسن لا يرد على من قرأ عليه بغير اختيارهم.
وأما ما ذكر الأهوازي من إمكان الإخفاء عند الخاء والهاء, فلم يذكره سيبويه.
وسألت عنه أبي -رضي الله عنه- فلم يعرفه، وهو غير جائز، فلو جاز فيهما الإخفاء لجاز في العين والهمزة؛ لأن أمر هذه الحروف واحد في البعد من الفم.
١ من طرف اللسان بينه وبين ما فويق الثنايا، انظر مخارج الحروف.