سموه كبيرا لأنه أكثر من الصغير، ولما فيه من تصيير المتحرك ساكنا، وليس ذلك في الإدغام الصغير، ولما فيه من الصعوبة.
وهو مما انفرد به أبو عمرو١، وكان له مذهبان:
أحدهما: الإظهار كسائر القراء.
والآخر: الإدغام.
وإنما كان يأخذ به عند الحدر وإدراج القراءة؛ ولهذا يستعمله أهل الأداء مع تخفيف الهمز.
قال أبو علي الأهوازي: ما رأيت أحدا ممن قرأت عليه يأخذ عنه بالهمز مع الإدغام.
والناس على ما ذكر الأهوازي، إلا أن شريح بن محمد أجاز لي الإدغام مع الهمز، وما سمعت ذلك من غيره، فأما تخفيف الهمزة فلا يلزم معه الإدغام.
فكان أبو عمرو يدغم المتحرك في مثله وفي مقاربه إذا كانا متحركين, سواء سكن ما قبله أو تحرك، ولا تصل إلى الإدغام حتى تسكن المدغم وترد الأول كمقاربه الذي تدغمه فيه.
وإذا التقى الحرفان المثلان، الأول مشدد، أو منون، أو منقوص، أو تاء مخاطبة ذكر أو أنثى، نحو قوله تعالى:{وَأُحِلَّ لَكُمْ}[النساء: ٢٤] ، و {مَسَّ سَقَرَ}[القمر: ٤٨] ، و {الْيَمِّ مَا}[طه: ٧٨] ، و {مِنْ أَنْصَارٍ، رَبَّنَا}[آل عمران: ١٩٢، ١٩٣] , و {أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ}[يونس: ٩٩] ، و {كُنْتُ تُرَابًا}[النبأ: ٤٠] ، و {جِئْتِ شَيْئًا}{مريم: ٢٧] ، و {يَبْتَغِ غَيْرَ}[آل عمران: ٨٥] ،