اختلفوا في المنفصل، وهو أن يكون حرف المد آخر كلمة، والهمزة أول كلمة أخرى، نحو قوله تعالى:{بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ}[البقرة: ٤] ، و {فِي أَنْفُسَكُمْ} ، و {يَا أَيُّهَا النَّاسُ} ، و {هَؤُلاءِ} وشبهه.
فكان ابن كثير وأبو عمرو وقالون يقصرون حرف المد فلا يزيدونه تمكينا على ما فيه من المد الذي لا يوصل إليه إلا به١.
واختلف عن كل واحد منهم، فقال الأهوازي: المد مذهب ابن مجاهد وابن شنبوذ وابن المنادي، وقراءة البغداديين واختيارهم في قراءة أبي عمرو وغيره.
والقصر مذهب ابن حرب المعدل ومردويه والحريري والمعدل والعطار، وقراءة البصريين واختيارهم في قراءة أبي عمرو وغيره.
قال: وحدثنا أبو عبد الله -يعني اللالكائي- عن أحمد بن نصر، عن أبي بكر بن مجاهد قال: أخذت عمن أخذ عن أصحاب اليزيدي عن أبي عمرو مد حرف لحرف.
قال: وقرأت على أبي عبد الله في ختمة الإدغام لأبي عمرو بمد حرف لحرف، نحو مد الكسائي.
قال: وقرأت على ابن باذين، عن أبي عبد الله الحسين بن شيرك، عن أبي حمدون، عن اليزيدي, عن أبي عمرو بمد حرف لحرف.
قال ابن باذين: قلت لابن شيرك: لِمَ لَمْ تقرأ على مردويه؟ فقال: كان لا يمد حرفا لحرف لأبي عمرو.
وقال أبو جعفر: وذكر أبو الحسن السعيدي عن أبي بكر بن الإمام أنه كان لا يمد
١ وهو القصر ومقداره المد حركتين، وقوله: "الذي لا يوصل إليه إلا به" هو المد الطبيعي.