للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقيل عن حمزة: "أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم" وقيل عنه أيضا: "أعوذ بالسميع العليم من الشيطان الرجيم".

واختار بعضهم لجميع القراء: "أعوذ بالله القوي من الشيطان الغوي".

ولكل لفظ من ألفاظ الاستعاذة١ وجه يستند إليه، وقولهم: "الاستعاذة" يصلح بهذه الألفاظ كلها، ولا يعين واحد منها.

والذي صار إليه معظم أهل الأداء، وأختاره لجميع القراء: "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم" لما روى عبد الله بن مسعود وأبو هريرة وجبير بن مطعم عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه استعاذ عند القراءة بهذا اللفظ بعينه، وجاء تصديقه في التنزيل، قال الله عز وجل: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} [النحل: ٩٨] فندبه إلى استعمال هذا اللفظ عندما يريد القراءة، والمعنى: فإذا أردت فقراءة القرآن.

وأما صورة استعمالها, فالقراء فيه على ثلاثة أقسام:

قسم ورد عنه إخفاؤها.

وقسم ورد عنه الجهر بها.

وقسم لم يرد عنه نص على إخفاء, ولا جهر.

القسم الأول: ينقسم ثلاثة أقسام: الإخفاء في جميع القرآن وفاتحة الكتاب، والإخفاء في جميع القرآن إلا فاتحة الكتاب، والتخيير بين الإخفاء والجهر.

فأما الإخفاء في جميع القرآن وفاتحة الكتاب: فرواه خلف وأبو حمدون٢ عن المسيبي عن نافع، وإبراهيم بن زربي عن سليم عن حمزة.

وأما الإخفاء في جميعه إلا فاتحة الكتاب: فرواه الحلواني عن خلف.


١ انظر قول ابن الجزري في "النشر" صدر عن الدار.
٢ أبو حمدون الطيب بن إسماعيل, قرأ على إسحاق بن محمد بن عبد الرحمن المسيبي، انظر طريقه في كتب "المستنير" و"الكفاية" و"الغاية".

<<  <   >  >>