فأما {يَحْزُنْكَ كُفْرُهُ}[لقمان: ٢٣] فالجماعة على إظهاره؛ لأن النون مخفاة والمخفى كالمدغم، فكما امتنعوا من إدغام {أُحِلَّ لَكُمْ} كذلك امتنعوا من إدغام {فَلا يَحْزُنْكَ كُفْرُهُ} .
وقد روى قاسم الإدغام فيه؛ لأن المخفى مظهر، ولروايته وجه، والأخذ بالإظهار.
ويدغمها في مثلها مع ضمير جمع المذكر في موضعين, وهما:
{مَنَاسِكَكُمْ}[البقرة: ٢٠٠] ، و {مَا سَلَكَكُمْ}[المدثر: ٤٢] .
ويدغمها في القاف إذا تحرك ما قبلها نحو:{كَذَلِكَ قَالَ}[البقرة: ١١٣، ١١٨] و {رَبُّكَ قَدِيرًا}[الفرقان: ٥٤] ، وهي في القرآن أربعة وأربعون موضعا، أولها في [البقرة: ٣٠]{وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ} ، وآخرها في [الفجر: ٥]{هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ} فإن سكن ما قبلها لم يدغم، نحو:{إِلَيْكَ قَالَ}[الأعراف: ١٤٣] ، و {وَتَرَكُوكَ قَائِمًا}[الجمعة: ١١] ، و {وَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ}[يونس: ٦٥] إلا ما روى ابن جبير عن اليزيدي أنه أدغم {أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ}[الأعراف: ١٤٣] . وروى عبد الوارث عن أبي عمرو إدغام {تَرَكُوكَ قَائِمًا} في الحالتين.
باب اللام:
يدغمها في مثلها, تحرك أو سكن ما قبلها نحو:"نَجْعَلَ لَّكُمْ"[الكهف: ٨٤] ، و"جَعَلَ لَّكَ"[الفرقان: ١٠] ، و {الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ}[النور: ٣٥] .
وجملة ذلك مائتا موضع وخمسة عشر موضعا، أولها في [البقرة: ١١، ١٣]{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ} ، وآخرها في [الشمس: ١٣]{فَقَالَ لَهُمْ} .
واختُلف في حرفين من هذا الباب, وهما {يَخْلُ لَكُمْ} في [يوسف: ٩] ، و {آلَ لُوطٍ} في المواضع الثلاثة١.
١ {آلَ لُوطٍ} أربعة مواضع: الحجر "٥٩، ٦١", والنمل "٥٦"، والقمر "٣٤".