للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أما هوثورن فهو في الأصل صورة للإخفاق، رجل أخرج للناس قصة " الحرف القرمزي " وهي من أعلى الصور في النثر الإنجليزي، ثم انغمس في رومانتيكية جوفاء. وأما كوبر فهو رجل كان ينطوي على مثال اجتماعي عظيم ثم نخره صدأ العاطفة الرومانتيكية، وليس له أمل في البقاء إلا عن طريق قطع تنتزع من إنتاجه الكلي. ويتميز ملفل؟ بين هؤلاء؟ بأنه " أعظم رجل في عصره وقومه " واجه ثمار لعنة مول متقمصاً شخصية آهاب (١) فتفهمها وتغلب عليها. أما بو فإنه رجل ممتاز بثباته في النقد وفي الخلق الفني ولكنه ذو تفاهة متفردة فيهما معاً. ويقف إمرسون متخلفاً كثيراً عن جونز فري (الذي كان ذا ذكاء خلقي) وهو مصدر كثير من الاضطراب في أدبنا (٢) . وأما إملي ديكنسون فإنها " عبقرية شعريه من الطراز الأول " و " واحدة من أعظم الشعراء الغنائيين في عصرنا ". ومع ذلك فإنها مغلوبة بقلة الذوق والجفاء. وأما هنري جيمس فرمز إخفاق مريع، وكانت غاياته ومقدرته العارضة رحيبة واسعة فخلقت منه ظاهرة تستثير اهتماماً لا يبلغ شأوه. وتبدو هذه الأحكام؟ لي على الأقل؟ (وقد قدمت ملخصة دون جور مع العلم بأن الأحكام الحاسمة في مقالات ونترز المسهبة الغامضة لا يمكن استخلاصها في جملة) صحيحة دقيقة جميلة في حالي ملفل وبو، جائزة في حق أمرسون وجيمس، متسامحة في حق كوبر، موضع أخذٍ ورد في حال هوثورن والآنسة ديكنسون.

وفي " لعنة مول " أشياء جيدة تعد نقداً قيماً، مثال ذلك تلك " العملية الجراحية " التي أجريت لبو، فإنها تأخرت كثيراً عن موعدها وكان


(١) هو اسم البطل في قصة " موبي ديك ": راجع التعليق في هامش الصفحة السابقة.
(٢) عندما أصدر ونترز كتاب " أدوين آرلنجتون روبنصون " (١٩٤٦) أصبح امرسون هو العدو الأكبر وأضحى كل ما هو رديء عند روبنصون يعزى إلى تأثير امرسون.

<<  <  ج: ص:  >  >>