للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وإن كان الثبج المائي قد احتضنه؛

كذلك تغرق ذكاء في قرارة الماء

ثم تنتفض ويذر قرنها المتدلي

وتصفف ذوائب نورها، وتتوهج ببريق ذهبها الجديد

على صفحة أفق الصباح

وكذلك ليسداس؟ "

وبقي الشاعر حيا على الرغم منازعة الموت له، وعند عودة الملكية بعد زوالها في أيام كرومول ينتعش حياً، ويفي بعهده على نفسه بكتابة " الفردوس المفقود " وإن عاد إلى رحم الشعر كواحد من ذوي " الأفواه الخرس " التي تحدث عنها في قصيدة " ليسداس ".

ترى أتقبل هذه اللفتة من بيرك الأستاذ ليونارد براون بجامعة سرقوسة أو سبقه إليها أو أوحى بها إلى الناقد الاميركي؟ مهما يكن وجه المسالة، فان براون صرف في العقد الرابع من هذا القرن بعض الوقت وهو يدرس ليسداس وثلاثاً أخر من المرائي الإنجليزية الرعوية الكبرى وهي أدونيس لشللي، والذكرة لتنيسون، وترسيس لآرنولد، ولكنه لم ينشر تلك الدراسة. وقد وقع على الكشف الفذ حين أعلن أن المرثاة في كل حالة تتحدث عن الموت الرمزي للشاعر، متمصاً صديقه، وهو في تمنيه الحياة لصديقه كان يعلن عن الولادة الفنية الجديدة لنفسه، في صعيد آخر. وقد انتزع براون " المرثاة " وجعلها عاملا مشتركاً - كما انتزع إمبسون " الشعر الرعوي " (١) - أي جعلها نوعاً أدبياً جوهره الموت


(١) إن " المرثاة كما يراها براون، شعيرة للموت والولادة الجديدة اقرب إلى الأصل وإلى جوهر الشيء الذي صدرت عنه كلتاهما أي الرعوية البابلية الرثائية (كما يمثلها النواح على تموز) من اصطلاح " رعوي " عند إمبسون فإنه يظل على تركيبه ممثلا لنزعة، ويقلل من القدرة التطهيرية للشعيرة المتضمنة فيه.

<<  <  ج: ص:  >  >>