٢ - ليس كتاب " الجرح والقوس "، بأجود كتب ولسن، ولا أكثرها دلالة عليه، ولكنه افضلها حين يدرس من حيث المنهج، نه يمثل نهاية عملية " الترجمة " عنده. وهو زيادة على ذلك، اكثر كتبه التزاماً بنظرية أدبية. (بينما يقوم " قلعة أكسل " على أساس القياسات الخاطئة بين أكسل ورومبو، " والفنانون أو المفكرون كثيراً " حول مفهوم فلوبير لوظيفة الفنان الإلهية، و " إلى محطة فنلندة " حول طبيعة التاريخ و " الرجال في الغرفة الخلفية " حول جغرافية كاليفورنية) وفي " الجرح والوقس " تبلغ جميع اتجاهات ولسن حد الأثمار. فمن بين المقالات السبع التي يضمها الكتاب، تدور أربع حول كتاب قصصين هم؟ ديكنز وكبلنج وادث وارتون وهمنجوي؟ وواحدة حول كاتب مذكرات، وهو كازانوفا. وتعالج اثنتان نوعاً معيناً من الأعمال الفنية، وهما " يقظة فينيغان " Finnegan " s Wake لجيمس جويس، ومأساة " فيلوكتيتس " Philoctetes لسوفوكليس. وهكذا نجد تدرجاً محدد المعالم عند ولسن في نظرته إلى الشعر ابتداءً من " قلعة أكسل " الذي شغل فيه الحديث عن الشعر والشعراء نصفه على الأقل، ثم يتضاءل حظ الشعر في كتاب " الفنانون أو المفكرون كثيراً " فإذا هو بالنسبة للمحتوى كله أقل من الثلث، وينتهي الأمر في كتاب " الجرح والقوس " إلى إزراء بالشعر يطرحه إطلاقاً. وفضلاً عن ذلك فإن الفصلين الأولين الطويلين عن ديكنز وكبلنج اللذين يستغرقان ثلثي الكتاب، ربما كانا افضل مجال ممكن، برجل تخصص في التلخيص وفي إيجاز حبكات القصص.
وهدف ولسن الأول في هذين الفصلين، إذا ضربنا صفحاً عن تلخيص عقد القصص، هو البرهان على أن ديكنز وكبلنج كاتبان جديان ومعذبان.