للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فديكنز " هو اعظم كاتب إنجليزي في زمنه، ولا يشق له غبار ". وكبلنج " هو أحد المبدعين الأصليين القلائل في عصره ". وأسلوب ولسن في بلوغ هذا الهدف غاية في البراعة: فقد كتب في الفصل الذي عقده لديكنز، بحثاً تمهيدياً عن أهمية ديكنز الأدبية (" أنه أستاذ دستويفسكي " الخ..) ثم عرض لطرف من حياة ديكنز مع التأكيد على ما مر به من تجارب مؤلمة، من فقر عائلته وشغله في معمل الدهان الأسود. ثم أعقب ذلك بدراسة تفصيلية لقصصه مع الإشارة الدائمة إلى سيرة حياته. وأخيراً أنهى الفصل بتلخيص وشرح لقصته " لغز إدون درود " The Mystery of Edwin Drood، تلك القصة التي اختارها لتمثيل شخصية ديكنز المزدوجة التي تعكسها في القصة شخصيتا " سكروج " ممثلتين في جون جاسبر. وهكذا يظهر الشرح أن آثار ديكنز تبدو غامضة (أي " عميقة ") ، وموحية بحقائق نفسية أساسية (أي " بعيدة الغور ") ، ويبين عن أهمية ككاتب كبير، دون أن يتعارض ذلك مع سهولة قراءة آثاره. وقد وفق في اختياره قصة " ادون درود؟ وهي قصة لم تكتمل وتبدو غامضة إلى حد ما -، مثلاً رائعاً على هذه الوظيفة المعقدة. ولكن مما لا شك فيه أنه لو بذلت جهود أشق من هذه، بعض الشيء، لأمكن الخروج بنتائج مماثلة من كتب ديكنز، أو من أي كتب أخرى.

ومما هوة جدير بالملاحظة، أن ولسن ما يزال يعنى بعلم النفس وعلم الأجتماع، إلى حد يؤدي به إلى استعمال بعض النظرات الغريبة. مثل قوله: إن سكروج هو " ضحية عهد ملتاث تنتابه السوداوية ". وأن الفكرة النهائية التي تستخلص من كتاب " صديقنا المشترك " Oue Mutual Friend (" لنتكلم باللغة الماركسية ") هي أن " ممثلي الطبقات المهنية العليا القديمة الذين نبذتهم طبقتهم، يمكن أن يتحدوا مع طبقة البروليتارية ضد الطبقة

<<  <  ج: ص:  >  >>