للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الوسطى التجارية "؟ ولكن يبدو أن طريقته تتدرج باطراد، نحو الترجمة المباشرة. (وبهذه المناسبة، ربما كان ثناء ولسن المدهش؟ بعض الشيء؟ على النقد المباشر الذي كتبه ت. أ. جاكسون الماركسي عن ديكنز، غير صادر عن احترامه لوجهة نظره السياسية، بقدر ما هو وليد مجاملة من كاتب تلخيصات لزميل له، إذ أن ١٤٣ صفحة من كتاب جاكسون، على صغر حجمه، خصصت لتلخيص عقد القصص، ومنها أربعون صفحة لخصت فيها قصة " صديقنا المشترك ") .

والبحث الذي كتبه عن كبلنج، شبيه بذاك الذي كتبه عن ديكنز. فهو يحلل فيه كسوف شهرة كبلنج، ويعرض لحياته المبكرة، مع النص الخاص على التجربة المؤلمة التي مر بها في مرحلة الطفولة، حين هجره أبواه، والانهيار الذي مني به إثر ذلك. ثم يتناول كتابيه، " ستوكي وشركاه " Stalky and Co.، و " كيم " Kim، بالدراسة المفصلة. وينفق سائر الفصل في التحدث عن حياة كبلنج في طور النضج، وعن أفكاره وكتاباته، وينوه خاصة بالخيبة التي أصابته عقب تجربته الأميركية، متخذاً تلك التجربة مفتاحاً لتفسير نزعته الاستعمارية المريرة فيما بعد. وهذه الدراسة أوضح في اتجاهها النفسي من تلك التي خص بها ديكنز. وقد كان هم ولسن الأول فيها، الكشف عن العصابات الذي كان كبلنج يشكو منه، أي تذكره وهو المستضعف المدفع لما كان يلقاه من عسف الأقوياء، مما أدى به إلى الاستقواء الشرير والحقد على الضعفاء والمغلبين، ومقت الأجانب والزنوج واليهود، والديموقراطية نفسها. وهنا أيضاً يحاول ولسن أن يعرض موضوعه عرض مؤلف يتمتع بالقدرة الفائقة والأهمية. وإذا كان هذا يسوقه أحياناً إلى مضحكات لا يستشعرها كما يتضح من زعمه أن قصص كبلنج هي منبع الأقاصيص تتسع مسافة الخلف فيما بينها مثلما تتسع بين حكايات رنج لاردنر عن البيسبول وقصة السايكلوبس في

<<  <  ج: ص:  >  >>