" عولس "(١) فانه من ناحية أخرى قد تؤدي به إلى أوثق ربط بين آثار المؤلف وبين حياته. ذلك أنه في هذا المقام يعتبر الكتب، المفتاح الأول لشخصية الرجل، بدلاً من أن يكون الأمر على عكس ذلك (وذلك ما يضعنا في النهاية وجهاً لوجه أمام قضية تاريخية، لا قضية من قضايا النقد) ، ولكن لا شك في أن الرجل نفسه، يتمتع بأهمية فائقة حين يمثل النهاية القصوى في انحراف أدبي.
وتسير الفصول القصيرة في الكتاب، على المنهج نفسه دون داع للإسراف في التقدير المغرق. فالفصل الذي عقده لكازانوفا، فصل تقييمي قصير، يشبه فصول فرجينيا ولف، وأن كان قد كتب بمهارة أقل. وهو يعيد سرد بعض الأحداث التي وردت في المذاكرات، ويقدم لنا كازانوفا، على أنه روسو جديد، ولكنه يفوقه جاذبية. والفصل الذي عنوانه " إنصاف ادث وارتون "، هو فصل تقييمي قصير آخر وفيه خلاصات لعدد من كتبها، وثناء معتدل عليها، وإشارة إلى أن كتاباتها منبثقة عن الأضطرابات العقلية التي اكتوت بنارها هو وزوجها. أما الفصل الخاص بهنجوي، فهو سلسة من الشروح القصيرة لقصصه وكتبه الواحد تلو الآخر، وهي شروح تجنح إلى الضحالة. وليس فيه عدا ذلك سوى إشارة إلى " الجرح "، ي إلى العداء المتزايد للمرأة في كتاباته، إلى جانب تذييل أفرط فيه في تقدير قصة " لمن تدق الأجراس " To Whom the Bell Tols حيث نزع همنجوي " رداءة الستاليني " نزعاً كاملاً. أما الفصل الذي عنوانه " حلم هـ؟؟. ش. ايرويكر " فهو تلخيص تفسيري لقصة " يقظة فينغان "، وهو يعتبر مفصلاً تفصيلاً كاملاً، بالنسبة للزمن الذي كتب فيه (تواً إثر نشر
(١) اشتهر الكاتب الأميركي لاردنر (١٨٨٥ - ١٩٣٣) ، بقصصه التي كتبها عن الألعاب الرياضية وخاصة البيسبول. وتمتاز هذه القصص بالسخرية اللاذعة وبالفكاهة التي تقوم على تمثيل اللهجات المحلية المختلفة. والسايكلوبس جيل من المردة ورد ذكرهم في أساطير الإغريق، وكانوا يسكنون جزيرة صقلية. ولكل منهم عين واحدة في جبهته.