للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إنها الموضوع الأساسي في " كنت أفكر في ديزي "، وهو اعتبار النقص في رجال الفن، شيئا لا ينفصل عن فنهم. ومما لا شك فيه أنها تبدو جلية في كتاباته النقدية، منذ أصدر " قلعة أكسل "، حيث بين أن موسيقى جويس اللفظية الرائعة هي التعويض الموازي لكلال بصره، وإن قصة بروست نتيجة لآلامه الجسمية والنفسية (ومع أن " جرح " بروست الرئيسي هو الشذوذ الجنسي، فقد تجاهله ولسن براعة) . أما كتاب " إلى محطة فنلندة " فإنه الأكثر مسخ مضحك للمبدأ الماركسي، وكثيرا ما كانت الماركسية في نظره، نتيجة لما مني به ماركس من أرق وبثور وزكام وروماتزم ووجع في الأضراس وصداع وتضخم في الكبد، وإمساك، دع ذكر الزهري عند لاسال والعنة عند باكونين. (وقد كتب ماركس ذات مرة لانجلز يقول: أرجو أن يجد البرجوازيون، ما داموا في قيد الحياة، سببا يذكرهم بما أنا مصاب به من البثور. وها هو برجوازي واحد على الأقل لم ينس ذلك أبدا) .

٣

- وتعتبر كتابات ولسن اتباعية، بينما نجد معظم النقد المعاصر على غير ذلك. ولعل التفسير أو " الترجمة " كانت الوظيفة الرئيسية للنقد منذ القدم، بعد " التقييم ". وقد أقر الإغريق علم التأويل، وأطلقوا عليه اسم Hermeneutics، وكان شرح المتون هو التطبيق العملي له. وقد تمرس انكساغوراس، قبل أرسطو طاليس بأكثر من قرن، بنقد تفسيري، بل رمزي، يشبه نقد ولسن إلى حد كبير، وذلك حين حلل خيال هوميرس وفسر سهام أبولو بأنها رمز لأشعة الشمس ونسيج بنيلوب على أنه خطوات القياس المنطقي. ويسرد لنا سينتسبري (١) قائمة بأسماء الإغريق


(١) ذكر سينتسبري ذلك في كتابه:
A History of Criticism and Literaty Tast in Europe (Vol. ١ p. ١١ ff.) .

<<  <  ج: ص:  >  >>