للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هذان القولان بل ما هو أكثر تطرفا منهما عن ونترز ولكنه الممثل الأوحد القوي لفن نقدي آخذ بالزوال؟ وهو طريقة جونسون في النقد؟ ومن ثم فهو يستحق دراسة دقيقة.

فهو ناقد متحمس لطريقة التقويم في النقد ويراها سر وجود التحيلي النقدي وغايته الرفيعة. ولقد عد الخطوات التي تنتهي إلى تقويم في إسهاب، ومنها جميعا يتألف النقد الأدبي، في رأيه. يقول: يتألف النقد:

(١) من مقررات المعرفة المستمدة من التاريخ والسير مما قد يكون ضروريا ضروريا لكي يساعد على فهم عقل الأديب وطريقته.

(٢) من تحليل نظرياته الأدبية لأننا بحاجة إلى أن نفهم ونزن ما يعمله.

(٣) من نقد عقلي لمحتوى القصيدة القابل لأن يصاغ نثرا محلولا أو بعبارة أخرى، الدافع الموجود في القصيدة.

(٤) من نقد عقلي للمشاعر التي يكمن الدافع وراءها أي تفصيلات الأسلوب كما تبدو في اللغة والتراكيب.

(٥) من الحكم النهائي وهو حكم فريد يمكن الكشف عن طبيعته العامة ولكن لا يمكن نقلها بدقة لأنها تشمل تلقينا من الشاعر حكمه القاطع الفريد على مادته ثم حكمه على ذلك الحكم. ويجب أن نتنبه إلى ان غاية الخطوات الأربع الأولى هي تحديد المجال الذي سيتحقق فيه الحاكم القاطع الفريد، وتضييقه قدر المستطاع (١) .


(١) لا بد من أن نذكر أن ونترز نفسه قلما يؤدي هذه الخطوات مكتفيا في أكثر الأحوال بإعلان الحكم - أو التقويم - عارضا حيثياته سطحيا دون تقديم شهادة تسندها، وفي اصطلاحات لا معنى لها من ناحية سمانتية ولذلك لا تتيح المناقشة، ولكن هذا العجز في تطبيق القاعدة يجب ألا ينتقص من سداد هذه البنود التي أقرها.

<<  <  ج: ص:  >  >>