للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولنضع أي عبارة " أي عمل فني " في موضع قوله " قصيدة "؛ فمن ثم نلحظ أنه بقدر ما يكون الفن نفسه تقويما للتجربة؟ عند ونترز؟ يكون النقد حكما مزدوجا معقدا تعقيدا شديدا، فهو ثانوي في تقويم التقويم الذي أجراه الشاعر على تجربته ٠أي موضوع القصيدة) وهو أساسي في تقويم تجربة الناقد (أي القصيدة نفسها) .

ويضع ونترز لهذه المهمة الدقيقة الصبعة مبادئ مقنعة حين ينص على أن الاقد يجب أن يبدي " تواضعا وحذرا معقولين " في التقويم؛ وحتى عندئذ " فمن العدالة أن نضيف بأن قلة من الناس هي التي تملك الموهبة والثقافة اللتين تتيحان لنا أخذ الأحكام مطمئنين، ولا يستثنى من ذلك الدارسون المحترفون في هذه الأمور ". ومهما يكن من أمر " فإن لكل ناقد أدبي الحق في كثير من الأخطاء في الحكم ". وسواء أكان ونترز يبدي؟ في الواقع؟ أو لا يبدي " توضعا وحذرا معقولين "، وسواء عليه أستنفذ حصته من الأخطاء؟ كما يتهم هو نفسه بو - أم لم يستنفدها، فهذه مسائل أخرى.

إن تقديرات ونترز المتعسفة باعثة على الدهشة في حال عدد من الأدباء يعجبونه إلى درجة العبادة. وأحد هؤلاء الكاتبة اديث وارتون فقد كتب يقول: إن السيدة وارتون في خير حالاتها لهي؟ تقريبا؟ المثل الأكمل للتأثير في مجال القصة، وهي مرتبة لا تبلغها جين أوستن وملفل وهوثورن وهنري جيمس وفيلدنج إلا بعد التغاضي عما لديهم من " محدودية الآفاق وقصور المعالجة ". ويعتقد إذ يعقد مقارنته المشهورة بينها وبين هنري جيمس أنها تستطيع أن تمنح أحكامها الخلقية دقة يعجز عنها جيمس نفسه وأن أسلوبها النثري في قصتيها " عصر البراءة " و " وادي الحكم "؟ على الأقل؟ أرفع من نثر جيمس على التحقيق؛ ولا ريب في أن قصتها " عصر البراءة " بما أوتيته من رفعة في النثر وبأنها " تصحح نقصا " في

<<  <  ج: ص:  >  >>