للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

فهو أمرؤ القيس اليوناني (١) ، به بدئ الشعر، وكان زمانه في الفترة الواقعة بين أبقراط وجالينوس (٢) ، وفي قول آخر إنه كان بعد زمان موسى بخمسة قرون (٣) ، وإذا كان غيره من الشعراء قد اقتصر على الشعر فإنه كان يجمع إلى الشعر الحكمة، ولتقدمه في صناعة الشعر أصبح قدوة يحتذى، وعلى منواله نسج كل من جاءوا بعده وتعلموا منه (٤) . ويؤخذ من بعض الحكايات أنه كان في الشعر؟ في نظر بعض العرب - من المقلين (٥) .

أما من حيث الخلفة فإنه كان معتدل القامة حسن الصورة أسمر اللون عظيم الهامة، ضيق ما بين المنكبين، سريع المشية كثير التلفت، بوجهه آثار الجدري (٦) . ومن صفاته أنه كان يحب المزاج ومداخلة الرؤساء، ويوصف أيضا بأنه كان مهذارا مولعا بالسب لمن تقدمه (٧) ، ولعل هاتين الصفتين إنما ألحقتا به من جراء الخلط بينه بعض الشخصيات الأخرى، وقيل إنه حين توفي كان له من العمر مائة سنة وثماني سنين (٨) .

ولم تكن الشهرة التي نالها أوميرس مبنية بالدرجة الأولى على معرفة وثيقة بآثاره الشعرية، إذا نحن استثنينا من ذلك معرفة حنين المباشرة لشعره، فإن الأثرين العظيمين


(١) منتخب صوان الحكمة الورقة: ١١، وصوان (طهران) : ٩٢ الآثار: الباقية: ٨٦.
(٢) ابن أبي أصيبعة ١: ٣٦.
(٣) المبشر بن فاتك: مختار الحكم: ٣٠.
(٤) المصدر السابق نفسه.
(٥) القفطي: تاريخ الحكماء: ٧٠.
(٦) مختار الحكم: ٣٠ وله صورة في مخطوطة برلين رقم: Qu. ٧٨٥ الورقة ٢١ ب وانظر مقالة كريمرس ص ٢٨٩ والصورة المرفقة هنا.
(٧) مختار الحكيم: ٣٠.
(٨) المصدر السابق نفسه.

<<  <   >  >>