تلقي شخصية إيسوب ظلالا على بعض الشخصيات الجاهلية والإسلامية؟ وبخاصة في القرنين الأولين - عن طريق الحوار، وفي موقف عبد المسيح بن بقيلة الحيري الذي بعث به قومه ليقابل خالد بن الوليد حين توجه لفتح الحيرة (١٣/٦٣٤) ما يعيد إلى الذهن بعض مواقف إيسوب على نحو احرفي، فقد سأله خالد حين حضر بين يديه: أين أقصى أثرك؟ قال: ظهر أبي، قال: ومن أين خرجت؟ قال: من بطن أمي، قال: علام أنت؟ قال: على الأرض، قال ففيم أنت؟ قال: في ثيابي، قال: فمن اين أقبلت؟ قال: من خلفي، قال: فأين تريد؟ قال: أمامي، قال: ابن كم أنت؟ قال: ابن رجل واحد، قال: أتعقل؟ قال: نعم وأقيد، قال: أحرب أنت أم مسلم، قال: بل سلم، قال: فما بال هذه الحصون؟ قال: بنيناها للسفيه حتى يجيء حليم فينهاه (١) .
وفي قصة الغضبان بن القبعثري مشابه من هذه الطريقة نفسها، حيث يتجنب المسؤول الجواب المباشر، ويحاول التلاعب اللفظي، فقد ذكر المسعودي أن الحجاج وجه الغضبان إلى بلاد كرمان ليأتيه بخبر ابن الأشعث، فلما ضرب خباءه هنالك، إذا هو بأعرابي قد أقبل عليه فقال: السلام عليك، فقال الغضبان: كلمة مقولة، قال الأعرابي: من أين جئت، قال، من ورائي: قال: وأين تريد؟ قال: أمامي، قال: وعلام جئت،