للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وقد جاء في منتخب صوان الحكمة في تقديم هذه المقطعات، " وهذه بعض مقطعات من أشعار أوميرس التي تسمى يامبو (Iambio) فيها معان حسنة، وترتيبها على حروف اليونانيين، نقلها اصطفن إلى العربية (١) ". واصطفن هذا هو ابن بسيل، كان ترجمانا معاصرا لحنين، وقد نقل كثيرا من الكتب العلمية، من أهمها كتاب ديسقوريدس في النبات، وكان حنين يتصفح ما يترجمه، وكان هو يقارب حنينا في النقل، إلا أن عبارة هذا الثاني أفصح وأحلى (٢) ، وقد صرح المنطقي بأن اصطفن قام بالترجمة عن اليونانية مباشرة (٣) .

وعدد هذه الأقوال التي ترجمها اصطفن ٣٥٠ قولا عند أولمان (ويضاف اليها ٩٢ قولا لمترجم آخر) وعند جدعان ٢١٣ قولا (يضاف اليها ٢٨ قولا عن كتاب الشهرستاني) ، وسبب هذا الفرق أن أولمان أضاف ما وجده عند الشهرزوري وما في مختصر صوان الحكمة.

وعند المقارنة بين المصادر التي أوردت الأقوال المناندرية نجد اضطرابا في نسبة القول الواحد إلى اثنين أو أكثر (٤) ، وهذه القضية تثير السؤالين التاليين لماذا يحدث الاضطراب في نسبة قول ما أولا؟ ولماذا نسبت هذه الأقوال إلى أوميرس، وهي ليست له، ثانيا؟

من الطبيعي أن يحمل بعض هذا الاضطراب على أخطاء النساخ وأوهامهم، وعلى صعوبة الأسماء اليونانية وتشابه بعضها بالبعض الآخر حين ترسم بالحروف العربية، كما أنه قد ينشأ عن جهل بالقائل الأصلي، إذ قد ينزع أحدهم متمثلا بقول قديم، فيظن أنه صاحب ذلك القول، فينسب إليه دون صاحبه الحقيقي، ومن أمثلة ذلك ما يروى من أن رجلا عليه ثياب فاخرة وقف على فيثاغورس فتكلم ولحن في كلامه فقال له


(١) منتخب صوان الحكمة: ٧١ وصوان (طهران) : ١٩٤، وجدعان: ١٦ وأولمان: ٨.
(٢) راجع القفطي: ١٧١ وابن أبي أصيبعة ١: ١٨٩، ٢٠٤، ٢: ٤٦.
(٣) جدعان: ٦.
(٤) يقول الأستاذ أولمان: ٩، في خمسة مواضع نسب أحد الأقوال إلى أربعة أشخاص، وفي ثمانية عشر موضعا إلى ثلاثة وفي ٨٤ موضعا إلى اثنين.

<<  <   >  >>