(٢) أعتقد أن هذا اللون من الأسلوب كان هو العامل الأكبر في نقلة الكتابة العربية إلى أسلوب سريع قصير الفقرات مسجوع، خروجا من الملل ورغبة في السرعة في بلوغ القصد وكان هذا ما حققه البديع في المقامات، وجرى الأمر على ذلك إلى أن حدث تغيير صناعي في استحداث أسلوب يجمع بين السجع والاسترسال، والسجع داخل الاسترسال، والاستطالة بالعبارات حتى يفقد القارئ نفسه ويغدو لاهثا قبل ان يصل إلى النهاية، وهذا ما نجده لدى القاضي الفاضل وابن الأثير والعماد الكاتب في رسائله لا في وصفه للمعارك. ولأبي العلاء شأن آخر، يشذ عن قاعدة هذا التطور، وهو اختياره دائما هذا الأسلوب " المتوتر " داخل إطار من الأغراب.