للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[مقدمة الطبعة الأولى]

منذ أن كتبت الدكتورة سهير القلماوي رسالتها في " أدب الخوارج " وتصدى الأستاذ أحمد الشايب للحديث عن أدبهم في كتابه " الشعر السياسي في العصر الأموي "، لم يكتب فيهم؟ من الزاوية الأدبية؟ شيء آخر ذو بال، ولم يلق شعرهم وأدبهم عناية مجددة. وربما كان ذلك عائداً إلى أن الأمثلة التي تستمد منها الأحكام النقدية ظلت محدودة في كميتها، أو مبعثرة في مظانها، ولذلك رأيت أن أيسر للدراسين سبيل الاطلاع على الشعر الخارجي، بجمع ما عثرت عليه من ذلك الشعر في المصادر المخطوطة والمطبوعة، ونظمه في سلك واحد لعل ذلك يثير إلى نظرة جديدة، أو يحفز إلى دراسة مستكملة. ولقد اتصل أكثر هذا الشعر بالأحداث التاريخية؛ وهي أحداث متعددة متشعبة، لا يتسع لها مجال الجمع والتقييد لأنها تشغل صفحات كثيرة من تاريخ الطبري وأنساب الإشراف للبلاذري والكامل للمبرد والإعلام بالحروب الواقعة في صدر الإسلام للبياسي والعيون والحدائق لمؤلف مجهول ومصادر أخرى كثيرة، فإذا وجد القارئ أني انتزعت هذا الشعر من بيئته فعذري الذي أتقدم به هو أنني لا أؤرخ لحركات الخوارج ولا لفرقهم الدينية ولا لمجادلاتهم العقائدية وأحكامهم الفقيهة وإنما أقدم صورة من شعرهم؟ صورة لا تتجاوز أهم فترة في نشاطهم السياسي، وإنما

<<  <   >  >>